للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيلان وأطلب أكابرهم وأجمع بينهم وبين فقهاء تبريز، فيبحثون معهم فى عقيدتهم، فإن لم يظهر لها صحة ضربت أعناقهم، فكتب [٣٥٢] إلى ملوك كيلان، وكانوا سبعة عشر ملكا، وكبيرهم الذى يرجعون إليه يقال له: نوبرشاه، فلما وصل إليه رسول خربندا وناوله الكتاب وقرأه. قال: من أين لخربندا معرفة بهذا الأمر؟ فسألوا الرسول (١) عن ذلك. فقال: قد بلغ الملك من الشيخ براق، وهو شيخ يعتقد فيه الملك اعتقادا عظيما بأنكم على مذهب شخص من أهل دمشق يقال له: ابن تيمية، وقد وقع عليه الانكار من المسلمين، وقد ذكر عنكم أنكم مجسّمون، وأن مذهبكم بطال، وما أنتم على شئ من الدين.

ولما سمعوا بذلك جمعوا فقهاءهم وأخبروهم بهذا الخبر. فقالوا: أىّ من راح منا أو منكم إلى خربندا يقتل بلا خلاف لأن فقهاءهم لا يرجعون إلينا، فأىّ شئ يذكر لهم يردّونه، ثم يفتون فى إباحة أرواحنا وأموالنا. فقال نوبر شاه:

ما الحيلة فى ذلك؟ فقالوا: نحن نكتب عقيدتنا ونسيّرها إليهم ونقول: هذه عقيدتنا ما نعتقد بشئ غيرها. فقال لهم نوبرشاه: افعلوا ذلك.

فخرجوا من عنده وكتبوا بعد البسملة: اعلم أيها الملك العظيم الشأن، صاحب الأقاليم والبلدان، أنا نحن قوم منقطعون فى هذه البلاد، وقد نقل عنا بأنا مجسمون، فنعوذ بالله من ذلك، ونحن نرى بأن من يجسّم ماله توبة عندنا، وليس حده إلا القتل، وأما ما ذكره الملك من أمر حضورنا وتمثلنا بين يديه لنبحث مع الفقهاء، فالملك لا يخفى عليه أن ضد كل أحد من جنسه، ونحن فى هذه البلاد نتسبّب ولا نتاول شيئا فى الجوامك (٢)، وجميع فقهاء بلادكم أصحاب


(١) «عن الرسول» - فى الأصل.
(٢) المقصود: أن لهم أعمال يتكسبون منها، وليست لهم رواتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>