للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسائر العربان بسبيه وبالاحتفاظ على الطرقات، وبقى السلطان فى قلق من جهته، فأقام ينظر خبره إلى أن وقعت بطاقة من جهة الشريفى والى البرّ أنه قبض لاجين من صرخد وهو واصل به، ففرح السلطان بذلك فرحا عظيما.

وكان سبب وقوع لاجين أنه سار وحده إلى أن بلغ أبيات هلال البدوى، وكانت بينهما صحبة أكيدة وصداقة متقدمة من أيام كان لاجين نائبا بالشام، وكان لاجين يحسن إليه كثيرا، فلما رآه هلال وحده استخبره عن أمره، فعرفه الأمر وما اتفق له، فأخذ يطيب خاطره وباتا يتشاوران فيما يفعلانه، فاتفق الرأى أنه يخفيه، وأرسل فى الباطن وعرف الشريفى أن لاجين عنده، فركب الشريفى وحضر إلى بيوت هلال، فلما رآه لاجين علم أن هلالا غدر به، فخرج إليه فقبض عليه وحمله إلى السلطان فى دمشق، فقصد السلطان قتله بدمشق، فأخره بيدرا إلى المدينة، فأرسله إلى مصر مقيدا فى سادس شوال على البريد، وإنما أخره الله يعنى لأمر يكون قدّره فى الأزل.

[٤٨]

ذكر تجريد العسكر إلى جبال كسروان (١):

كان السبب فى ذلك أن السلطان لما كان نازلا على قلعة الروم كان أهلها ينزلون ويقطعون الطريق على التجار والمسافرين، وهم كانوا دائما عصاة على نائب الشام وغيره، وكان الشجاعى لما كان نائب الشام أراد أن يركب إليهم بالعساكر، فمنعه أمراء الشام لما يعلمون من كثرتهم ومنعتهم، ولضيق الطرقات إليهم بحيث لا يسلكها الفارس، ولما دخل السلطان دمشق عرفوه بأمرهم،


(١) جبال كسروان: سماها بيبرس المنصورى: جبال الضنين، وهى جبال الدروز بلبنان، ومنها ينبع نهر إبراهيم. زبدة الفكرة ج‍ ٩ (مخطوط) ورقة ١٧٧ أ، السلوك ج‍ ١ ص ٧٧٩ هامش (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>