للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالكل ساعدوه على ما طلبه، وكان السلطان قد عين [أميرًا] (١) من أمراء مصر ومعه خمسمائة مملوك بأن يقيموا في مكة ومعهم أبو الغيث.

ثم قال له السلطان: أنا ما لي عرض في أخذ مكة ولا في أخذ المال، وأنا ما أطلب إلا أمن الحجاج والتجار والمترددين إلى مكة، فقال استاداره: يا خوند، من عَدِم له عقال أعطيناه بعيرًا، ومن راح له درهم أعطيناه دينارًا، والله على ما أقول وكيل، فعند ذلك تحدثت الأمراء أيضًا، فرضى السلطان، وخلع على استاداره، وجهز معه خُلعًا لحُميضة ورُميثة، وسيوفًا وحوائص، وتقليد مكة ونواحيها ما داموا على الاستقامة.

ثم رحل السلطان طالبا الديار الشامية.

[ذكر بقية الحوادث في هذه السنة]

منها: أن السلطان احتاط على دار شمس الدين قراسنقر المنصوري بالقاهرة، ووجد فيها، على ما قيل، اثنان وثلاثون ألف دينار عينًا، ومائة ألف وخمسون ألف درهم، وسروج مذهبة، وغير ذلك، فحُملت إلى بيت المال.

ومنها: أن في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة قدم الإمام تقي الدين ابن تيمية إلى دمشق، وكانت غيبته عنها سبع سنين كامل، ومعه أخوه (٢) وجماعة من أصحابه، وخرج كثير من الناس لتلقيه، وسُروا بقدومه وعافيته، وكان قد خرج مع السلطان من مصر بنية الغزاة، فلما تحقق عدم الغزاة فارق الجيش من غزة وزار البيت المقدس وجاء على عجلون وبلاد السواد وزُرَع حتى قدم يوم قدم (٣).


(١) أمراء: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق، ينظر ما يلي.
(٢) هو عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، زين الدين أبو الفرج، المتوفى سنة. ٧٤٧ هـ/ ١٣٤٦ م، الدرر الكامنة ٢/ ٤٣٧ رقم ٢٣٠٠.
(٣) ينظر البداية والنهاية ١٨/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>