للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشقيف (١)، فنازلوها بغتة وضايقوها، وناوشوا أهلها القتال، ونزل السلطان بالعوجاء (٢).

[ذكر فتح يافا]

وفى جمادى الآخرة فتحت يافا، وذلك أن صاحبها جوان دبلين (٣) سيّر متجرّمة فى زىّ صيّادين إلى قطنا (٤)، واتفق هلاكه وقيام ولده مقامه، فلما وصل السلطان إلى العوجاء حضر إليه رسله وهم قسطلان (٥) يافا وأكابرها، فعوّقهم، وسيّر الحجاب إلى العساكر يأمرهم بلبس العدد والركوب على أتم أهبة [٥٣٨]، وركب نصف الليل، فصبّح يافا صباحا، فلما عاينوا كثرة العساكر المنصورة، وشاهدوا تلك الجيوش بتلك الأهبة والصورة، شملهم الذهول، وطارت منهم العقول، فملك المسلمون المدينة، ولجأ أهلها إلى القلعة، وسألوا الأمان على أن يطلقوا


(١) الشقيف أو شقيف أرنون: معقل حصين بين دمشق والساحل بالقرب من بانياس - النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ١٤٢.
(٢) العوجاء: اسم لعدة مواضع: والمقصود هنا: نهر (ماء) - موضع بين أرسوف والرملة بفلسطين - معجم البلدان.
(٣) هو. John II d'Ibelin
(٤) «قطيا» فى الأصل، والتصحيح من الروض الزاهر ص ٢٩٣.
قطنا: من قرى دمشق - معجم البلدان.
(٥) القسطلان: معرب اللفظ اللاتبنى Castellanus وهو حارس القصر - زيادة: السلوك ج‍ ١ ص ٩٦٧ هامش (٥).
وورد أن وصول رسل يافا كان فى «ثانى جمادى الأولى» - كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>