للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحسن التدبير وحفظ النظام ومكّن الله مهابته فى قلوب الخاصة والعوام، وقام بأمر نيابة السلطنة أحسن قيام (١).

ذكر تجريد السلطان الملك المنصور الأمير بدر الدين بيليك الأيدمرىّ إلى الشوبك وصحبته عسكر من الديار المصريّة:

وذلك لأن الملك السعيد كان قد شرط السلطان عليه شروطا لما طلب الرواح إلى الكرك، منها: أنه لا يكاتب أحدا من النواب، ولا يستفسد أحدا من العساكر ومستحفظى القلاع، وأخذ عليه بذلك العهود والأيمان، فلما صار بالكرك لعب بعقله من كان معه من المماليك، وحسّنوا له [أن] (٢) يسيّرهم ليأخذوا الشوبك (٣) وبلاد الشام أولا فأولا، ثم بعد ذلك يقصدون الديار المصرية، فمال إلى موافقتهم، وحسنوا له أن يكاتب النواب ويراسلهم، ففعل ذلك، وبلغ الملك المنصور ذلك، فكاتبه وعذله، فلم يغن [٦٤٩] ذلك شيئا، وسيّر حسام الدين لاجين رأس نوبة الجمدارية إلى الشوبك، فأقام فيها وتغلّب عليها، ثم جرّد السلطان الأمير بدر الدين المذكور، فنزل عليها بمن معه وضايق أهلها، فتسلّمها فى العاشر من ذى القعدة من هذه السنة، ورتب فيها نائبا عز الدين الموصلى وعاد عنها (٤).


(١) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٠٠ أ.
(٢) [] إضافة تتفق مع سياق الكلام.
(٣) الشوبك: قلعة حصينة فى أطراف الشام بين عمان وأيلة القلزم، قرب الكرك - معجم البلدان.
(٤) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٠٠ ب، ١٠١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>