وقال بيبرس: أوهم الأمير شمس الدين سنقر المذكور أمراء الشام وأكابرها أن السلطان الملك المنصور قد قتل على القمز، واستحلفهم لنفسه، معتقدين عدم السلطان، وركب بشعار السلطنة (١).
ولما تولى نيابة دمشق واستقر بها فى شهر جمادى الآخرة من هذه السنة شرع فى تسلّم القلاع من يد النواب الظاهرية، وترتيب النواب المنصوريّة، فسولت له نفسه الاستبداد بالسلطنة فى الشام وأعماله، وخطر هذا الأمر بباله، فعند ذلك جمع الأمراء وجرى منه ما ذكرناه الآن.
[ذكر تجريد السلطان الملك المنصور الأمير عز الدين الأفرم أمير جاندار إلى الشام وصحبته بعض العسكر لينازل الكرك على طريق الإرهاب]
فتوجّه فى آخر ذى الحجة من الديار المصريّة سالكا على طريق الكفرين ونمرين وأريحا، ولما بلغ ذلك شمس الدين سنقر الأشقر توهّم أنه واصل لحربه وأخذه، فكتب إليه كتابا ينهاه عن المسير ويثبّطه عن المصير مضمونه:
إننى مهدّت الشام، وفتحت القلاع، وبذلت فى خدمة السلطان ما لم يبذله أحد، وكان شرطى معه أن أكون حاكما من الفرات إلى العريش، فاستناب [٦٥١] أقوش الشمسى بحلب، وعلاء الدين الكبكى بصفد، وسيف الطباخى بحصن
(١) هذا النص لا يوجد فى نسخة زبدة الفكرة ج ٩ التى بين أيدينا، حيث يوجد فيها اضطراب فى النص.