للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتقوى (١) الله تعالى، فكسرناهم وقطعنا (٢) آثارهم، وملّكنا الله تعالى أرضهم وديارهم، وتبعناهم إلى الرمل وحطمناهم كما حطم سليمان وجنوده وادى النمل، فلم ينج منهم إلا الفريد، ولا سلم إلاّ البريد، فلما استقر تملكنا البلاد وجب علينا حسن النظر فى العباد، فاحضرنا الفكر فيمن نقلده الأمور، وأمعنا النظر فيمن نفوض إليه مصالح الجمهور، فاخترنا لها من يحفظ نظامها المستقيم، ويقيم ما أباد من قوامها القويم، يقول فيسمع مقاله، ويفعل فتقتفى أفعاله، يكون أمره من أمرنا، وحكمه من حكمنا، وطاعته من طاعتنا، ومحبته هى الطريق إلى محبتنا، فرأينا أن الجناب العالى الأوحدى الكفيلى المجاهدى الأميرى الهمامى النظامى السيفى، ملك الأمراء فى العالمين، ظهير الملوك والسلاطين قفجق، هو المخصوص بهذه الصفات الجليلة، والمحتوى على هذه المناقب الجميلة، وأن له حرمة المهاجرة إلى أبوابنا، ووسيلة القصد إلى ركابنا، فعرفنا له هذه الحرمة، وقابلناه بهذه النعمة، ورأينا أنه لهذا المنصب حفيظ قمين، وعلى ما استحفظ قوى أمين، وأنه يبلغنا الغرض من حفظ الرعايا، فأقمناه مقامنا فى العدل والقضايا، فلذلك رسمنا أن نفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بالممالك الدمشقية والبعلبكية والحمصيّة والساحلية والجبلية والعجلونية والرّحبيّة من العريش الى سلميّة، نيابة تامة عامّة، كاملة شاملة، يؤتمر فيها بأمره، ويزدجر فيها بزجره، ويطاع فى أوامره ونواهيه، ولا يخرج أحد عن حكمه ولا يعصيه، له الأمر التامّ والنظر العام، وحسن التدبير وجميل التأثير، [٢١٥] والإحسان الشامل لأهل


(١) «بقوة» - فى زبدة الفكرة.
(٢) «وقلعنا» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>