والأمراء، وهو يداوى المجروح، ويركّب الراجل، ويكسو العارى، ومن جملة ما وجده فى غزّة القاضى «فتح»(١) الدين بن القيسرانى، فأركبه وكساه وصحبه إلى القاهرة.
وأما قازان، فإنه لما رأى أن جيش المسلمين قد انهزموا فرح فرحا عظيما، وقصد أن يلحق المسلمين، فمنعه الأمير قفجق وقال له: لا تعجل فربما يكون لهم كمين ويكون انهزامهم هذا مكيدة منهم، فقبل كلامه وتوقف عن اللحوق بهم، وإلا لو مشى وراء المسلمين لكان أخذ الجميع.
ولما أصبح يوم الخميس ورأى أن أخبار السلطان والعسكر قد انقطعت اطمأنّ، وسيّر إلى حمص وأخذ ما وجد فيها من الأموال والودائع والذخائر، وقبض على من وجد فيها من الجند من الجرحى والمنقطعين، وفيهم جماعة من الكتاب والموقعين وممن وقف فرسه، ثم اقتضى رأيه أن يجرّد أميرا يسمى بورى ومعه جماعة يكشفون الخبر، ثم توقف من ذلك خوفا أن يكون فى الطريق جماعة من عسكر السلطان يشوشون عليه، ثم أرسل شخصا على هيئة جاسوس ليكشف خبر السلطان هل هو أقام بدمشق أم راح إلى مصر؟، فخرج الرجل وغاب يوما وليلة، ثم جاء وأخبر أن دمشق خالية ليس فيها لا سلطان ولا عسكر.
ولما سمع بذلك أمر بالمسير إلى الشام، ولكنه انتظر المنهزمين من عسكره، ثم رجع هو إلى مكان الوقعة وهو وادى الخزندار، بينه وبين تربة خالد بن الوليد رضى الله عنه مسافة نصف يوم أو دونه، فوجد هناك بعض الجند جرحى ممن
(١) «» بياض فى الأصل، والإضافة مما يلى، فهو: عبد الله بن محمد بن أحمد ابن خالد القيسرانى، فتح الدين أبو محمد، المتوفى سنة ٧٠٣ هـ/ ١٣٠٣ م - انظر ما يلى فى وفيات ٧٠٣ هـ.