للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَدَقُوا في يمينهم حتى [يَصْدُقوا] (١) لكم؟ ثم جردوا السيوف، وتقدم شخص منهم يُقال له: خضر البرددار، فضرب واحدا من المغل على رأسه فنزل السيف إلى نصف رأسه.

فعند ذلك قامت الحرب [الشديدة] (٢) بينهم، وقُتل من الفريقين خلق، فولت المغل الأدبار، فقالوا: هذه حيلة عملوها معنا، وما صَدَّق آسن قطلو بالنجاة حتى عاد إلى خربندا، فازداد خربندا غضبًا، وأمر للمغل بالزحف من كل جانب، فزحفوا، واشتد المصاف بأهل القلعة، وعملت السيوف والسهام والحجارة، فَقُتِل خلقٌ كثير من المسلمين، ومن النساء أيضًا عند النقوب، حتى أيقن التتار أنهم قد أخذوا وملكوا.

وكان خربندا قد نزل في خيمته، والأمراء في خدمته، فإذا استادار قراسنقر جاء، وحدث في أذن قراسنقر، فقام قراسنقر وتقدم إلى خربندا، وقال: أيد الله الخان، الجواسيس [الذين] (٣) قد سيرناهم إلى مصر قد حضروا، فأمر بإحضارهم، وكان فيهم شخص يقال له: زُريق، فقال له خربندا: ماذا رأيت بعينك؟ فقال: رأيت بأن عسكر مصر قد خرجوا، وهم في عدد وعُدَدٍ، وسمعنا أن الملك الناصر أرسل مملوكه كسناي (٤) والأمير قجليس (٥) والأمير جنكلي بن البابا بخلق كثير بالخيل والهجن على البرية، ومعهم عربان يدلون على الطرق يأتون من عانة والحديثة، والملك الناصر بمن معه ماشون على الطرق المادة.

فلما سمع خربندا ذلك قال للأمراء: ما تقولون؟ وهم في ذلك، وإذا برسول من الأردو (٦) وقد حضر، فلما رأى خربندا آرمي روحه إلى الأرض، ونعى رجاله وبلاده، وقال له: يا خوند، أنت مشتغل ببلاد غيرك، وقد ملكوا بلادك وأخذوها من يدك،


(١) إضافة تتفق مع السياق.
(٢) الشديد: في الأصل.
(٣) الذي: في الأصل.
(٤) كُستاي، الأمير سيف الدين الناصري، توفي سنة ٧١٦ هـ/ ١٣١٦ م، الدرر الكامنة ٣/ ٣٥٣ رقم ٣٣١١.
(٥) قجليس الناصري السلاح دار، توفي سنة ٧٣١ هـ/ ١٣٣١ م، الدرر الكامنة ٣/ ٣٢٨ رقم ٣٢٣٨.
(٦) الابد: في الأصل، والتصويب مما يلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>