للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلاد هؤلاء الأرمن مجاورة لبلاد المسلمين وكل وقت (١) يغير عليهم المسلمون، فلو أرسلنا كل مَا يُغيرون عسكرًا كان يتعب عسكر المغل وينالهم مشقة، فبلادهم بين بلادنا وبلاد المسلمين، بل هي أقرب إلى بلاد المسلمين، [فما] (٢) يسعهم إلا المداراة معهم، فإن كنت تريد أن لا يأخذ المسلمون منهم الجزي والمال الذي قرروه عليهم، فجهز العساكر واعتد للمصاف، فقال خربندا: هذا شيء غير طائل، فقال رشيد الدولة: المصلحة أن يُكتب يَزْلق باستقرار هَرْيُنْد على ما قرره الأرمن عليهم، فيكون نائبًا هناك عن الملك، فيحصل بذلك الخير في هذا الوقت إلى [أن] (٣) تتمكن مما تريد غير ذلك، فعند ذلك كتب خربندا يزلق لهريند وسير [٥] (٤) له ومعه خُلعَةٌ وسيف.

وكان قازان جُوق قد قدم معه الشهروزي وكيكلدي كما ذكرنا، [فَأُحضرا] (٥) بين يدي خربندا، فقال: ما جاء بكما إلى بلادى؟ فقال الشهروزي: أيد الله القان، نحنُ رُسل، وما جرت عادة الملوك بقتل الرسل، فالملك لا يجعل هذا سنةٌ تذكر في سير الملوك، فلما سمع خربندا بذلك، قال: هؤلاء ما لهم ذنب، ولكن احبسوهم في موضع إلى أن يرسل صاحب مصر إليَّ بطلبهم، فأُرسلهم إليه، ثم أمر خربندا لقازان جوق أن لا يروح إلى بلاد سيس فإني أعطيتها لهريُند، ثم شيع جرجس إلى بلاده، فلما وصل إلى هَريُند أعطى له اليزلق والخلعة والسيف، وأخبره بما قال خربندا، وأن الشهروزي وكيكلدي معوقان عنده إلى وقت طلب السلطان الملك الناصر إياهما، ففرح هَريُند بذلك.

وكان قد جهز حمل سيس، [فطلب] (٦) علاء الدين أيدغدى وسَلَّم الحمل إليه،


(١) وقت: ملحقة بين الأسطر في الأصل.
(٢) فيما: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) إضافة للتوضيح.
(٤) إضافة لاستكمال الكلمة.
(٥) فأحضروا: في الأصل.
(٦) بطلب: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>