للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرات ويخربون بلادنا فما يسعنا إلى مصالحتهم ومداراتهم، فإن [رددتموهم] (١) عنا فنحن نحمل إليك الذي نحمله إليهم وأكثر من ذلك، فيكون ذلك أقوم لجاهنا وأقوى لحرمتنا، وأنتم أحق منهم بذلك.

وكتب كتابًا آخر لرشيد الدولة وزير خربندا وذكر فيه:

أن يقول لخربندا أن بلاد الأرمن ما برحت على هذه الصورة من قديم الزمان، وتساعدنا عند الملك بكل وجه، ثم وصَّى لجرجس أن يكشف خبر الشهروزي وكيكلدي وما جرى لها مع خربندا.

وأما [قازان جوق] (٢) فإنه لم يزل سائرًا من ملطية حتى وصل إلى الأرْدو، ومعه أموال وغنائم أخذها من بلاد الأرمن وبلاد عينتاب ومن التركمان، فقدَّم جميع ذلك لخربْندا، وحدثه بما جرى له مع صاحب سيس وكيف قتله بالحيلة، وكيف أخذ الشهروزي من قلعة سيس، وكيف احتال على قرا سنقر حتى أرسل إلى السلطان وأحضر له الأمان والخلع، فتحير خربندا من ذلك، ثم قال له: هل تقدر أن تقيم في بلاد سيس؟ فقال له: نعم، فإذا تقررت هناك أخرب بلاد حلب إلى حمص ولا أُمكن أحدًا يستقر في دمشق في راحة، ففرح بذلك خربندا، فأمر أن يكتب له يزلق بذلك بشرط أن يكون الأرمن على حالهم مع ملكهم، فكتبوا له بذلك، وعول هو على الرواح.

فبينما هو في التجهيز فإذا جرجس قد وصل بكتب من عند هَريُنْد الذي تولى سيس، فلما قرأها خربندا طلب رشيد الدولة الوزير وأوقفه على [الكتب] (٣)، وحكى له ما جرى لقازان جوق مع صاحب سيس وأنهم قد مَلَّكُوا عليهم هريند.

وكان جرجس حين قدم إلى الأردو اجتمع أولًا برشيد الدولة وقدم له ما أرسل به هريند من التقدمة الهائلة ليساعده عند خربندا، فقال رشيد الدولة لخربندا: يا خوند إن


(١) ردتيموهم: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) قاراجوق: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٣) الكعب: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>