للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول لقرا سنقر بأنه يبعث إلينا مَنْ يقبض المال، فلما وصل عيسى إلى قرا سنقر وقرأ كتابه تحير فيه لأجل ما فعل قازان جوق، فآخر الأمر أرسل إليهم مملوكًا من مماليكه يُقال له: علاء الدين ايدغدي ليقبض الحمل، وقال له: إذا وصلت إليهم اقبض المال واكشف خبر خشداشك - يعني الذي قبض عليه قازان جوق. وكتب كتابا إلى هريند وذكر فيه: ما أعرف خلاص مملوكى إلا منك.

ولما وصل ايدغدى إلى هريند، وقرأ كتابه، طلب ابن خالته [يقال] (١) له جرجس، وهو شيطان في زي إنسان، وكان مقدامًا على الأهوال، وقال له: تروح بكتابي هذا إلى خربندا وتقول له: إن هَريند لما رجع من عندك بِيَزْلق وجد قازان [جوق] (٢) وقد قتل أخاه وأخرب بلاده وعصت أهل القلاع ولا يأمنون إلى أحد، فإن لم تبعث يَزْلق بسبي وفيه تطيب قلوب الناس تُخرب البلاد ولا يَسمع أحد من أحد، ولا يخفى على علمه أن سيس وبلادها ملك آبائي وأجدادي، فإذا كان بيدي يزلق من الملك لا يطمع فيّ أحدٌ، وهذا الذي فعله قازان جوق ما كان مصلحة، وكان الأمراء الذين كانوا قبله يقدرون على أعظم من ذلك، ومع هذا ما صدر منهم ما صدر من قازان جوق، لأنهم كانوا يعلمون أن غيرنا ما يقدرون أن يقيموا في بلادنا، وكذا الملك الناصر صاحب مصر لو أراد خراب بلادنا كان أخربها، غير أنا نداريهم على كره منا، وإن كان الملك يحتج علينا برسول صاحب مصر الذي جاء إلينا لأجل أخذ المال، فالملوك من قديم الزمان كانوا يفعلون ذلك، ويراسل بعضهم بعضًا، ونحن بأيدينا يزلق من أبيك بأن نصالح المسلمين ونداريهم، فإن كانت لك قدرة أن تردهم عنا فيا حبذا ذلك فنحن نريد أن نعطى الجزية [للمسلمين] (٣) لا، وحق ما نعتقده، ولا نعطي الذي نعطى إلا على رغم أنفنا، لأن بلادنا متصلة ببلادهم ونحن مجاورون [لهم] (٤)، وهم في كل سنة يغيرون علينا


(١) فقال: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) جق: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٣) للمسين: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٤) إضافة للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>