للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى قائم سيفه، فصاح السلطان عليه، وبدا عليه الضحك، فقال له: ويلك، تلكم مملوكى: ماذا فعل بك؟ فقال: نحن ما تعودنا بشئ من ذلك ولا رأيناه، ولكن صرنا فى آخر زماننا مسخرة، فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا (١)، ورسم بأخذ سيفه، وضربه ضربا مؤلما، ورسم بالحوطة على موجوده، واعتقل بالقلعة، وحملوا من خزانته نحو سبعين ألف درهم وثلاثة آلاف دينار، وباعوا سلاحه وقماشه إلى أن تكمل جميعه مائتين وستين ألف درهم (٢).

ثم لما عزم السلطان على السفر إلى مصر [٢٣].

. (٣)


(١) وردت روايات أخرى عن هذا المزاح وغضب السلطان - انظر السلوك ج‍ ١ ص ٧٦٨ تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٢٠
(٢) «ثم أمر السلطان بحمله على خيل البريد إلى الديار المصرية مقيدا، فتوجه به صاحب البريد، وحصلت الشفاعة فيه فرد من أثناء الطريق، ثم أفرج السلطان عنه وأعاده إلى نيابة القلعة بعد عود السلطان إلى الديار المصرية فى شهر رمضان من هذه السنة، فاستمر بها إلى أن مات» - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٢٠.
(٣) توجد صفحتان مطموستان.
وذكر ابن الفرات:
«وفى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب الفرد الشهر المذكور رحل السلطان الملك الأشرف من قلعة دمشق وتوجه راجعا إلى الديار المصرية، فلما كان وقت السحر من يوم الإثنين تاسع شعبان المكرم من شهور هذه السنة وصل الملك الأشرف إلى القاهرة المحروسة، ودخل من باب النصر، وشق القاهرة، وخرج من باب زويلة، وصعد قلعة الجبل منصورا فرحا مسرورا.
وكان يوم دخوله القاهرة يوما مشهودا، وزينت القاهرة قبل وصوله زينة عظيمة لم ير قبلها مثلها، ولا سمع فى سالف الأيام بحسنها» - تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٢٠ - ١٢١. وانظر أيضا النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٠.
«وكان يوم دخوله يوما مشهودا، وحملت على رأسه القبة والطير، ولعبوا قدامه بالغواشى الذهب، وفرشت تحت حافر فرسه الشقق الحرير» - بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>