وأول ما دخل دمشق الأسرى الذين كانوا استأسروهم نحو مائتين وثمانين أسيرا.
وكان الصاحب ابن سلعوس قد كتب إلى أكابر دمشق أن يجهزوا كل شئ حسن من الثياب الأطلس وغيرها، فبسطوها للسلطان من آخر ميدان الحصا إلى دار السعادة.
[٢٢] ولما استقر ركابه دخل إليه الوزير وعرّفه أن دواوين الشام قد حصّلوا أموالا كثيرة، فاستأذن فى مصادرتهم، فأذن له أن يفعل ما شاء، فأول ما دق فى تقى الدين توبة التكريتى ناظر الشام، مع أنه كان هو الذى أوصله إلى الأشرف كما ذكرنا، وكان له عليه إحسان كثير، فلم يعرف ذلك، وأقامه من مجلسه وأهانه، وكذلك فعل بالأمير شمس الدين الأعسر شاد الدواوين بالشام، وبجماعة من المباشرين من أكابر دمشق، وأخذ خطوطهم بمبلغ سبعمائة ألف درهم، وأول من وضع خطه التقى توبة والأعسر الشاد، وخافت الدماشقة منه، وقالوا: إذا كان فعله مع مثل التقى توبة الذى هو أوصله إلى خدمة الأشرف وأنه نشره فكيف يكون مع غيره؟ فتعاظم فى هذه الأيام، واحتجب عن الناس، وصار يركب فى موكب عظيم وسائر القضاة وغيرهم يركبون فى خدمته.
قال صاحب نزهة الناظر: أخبرنى شخص من الدماشقة أنه كتب له كتابا فيه أبيات، وكتب العنوان: المملوك الناصح، فقدمه إليه ورجع، وهو مختفى، فلما فتحها وجده ورقا أبيض ليس فيه غير أبيات ثلاثة، فعلم أنه مكيدة فى حقه وهذه هى الأبيات: