للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما هؤلاء الثلاثة فإنهم حملوا رءوسهم [٣٩٢] إلى الموصل، ونصبوها على باب المدينة ترهيبا لصاحبها، وتخويفا لأهلها.

وارتاع الخليفة أشدّ ارتياع، وأخذت أسبابه فى الانقطاع، وأصبح لا يدرى، وإن كان حازما أقدامه خير أم وراءه، وأغلقت أبواب مدينة بغداد، فأحاط بها التتار وضايقوها بالحصار، فافتتحوها عنوة، ودخلوها غدوة فى العشرين من محرم هذه السنة، فبذلوا فى أهلها المناصل، وأوردوهم من حياض الموت أمرّ المناهل، وأكثروا الأيامى واليتامى والأرامل، ولم يرحموا شيخا كبيرا، ولا طفلا صغيرا (١).

وفى تاريخ النويرى: وكان سبب ذلك أن وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمى كان رافضيا، وكان أهل الكرخ روافض (٢) فجرت فتنة بين السنة والشيعة ببغداد على جارى عادتهم فى السنة الماضية، فأمر أبو بكر (٣) ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العساكر، فنهبوا الكرخ، وهتكوا النساء، وركبوا فيهن الفواحش، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمى، وكاتب التتار وأطمعهم فى ملك بغداد، وكان عسكر بغداد مبلغ مائة ألف فارس، فقطعهم المستعصم ليحمل إلى التتار متحصل


(١) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٨٠ - ٣٨٢.
(٢) «كان شيعيا، والشيعة يسكنون بالكرخ، وهى محلة مشهورة بالجانب الغربى من بغداد» - نهاية الأرب ج‍ ٢٣ ص ٣٢٤.
(٣) «فأمر الخليفة» فى نهاية الأرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>