للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاد فقال له: كانت فى يدى الصبيبة وبانياس، فكتب له بهما فرمان وأحسن إليه، ثم سافر ونزل على حلب فى ثانى صفر من هذه السنة، فحاصرها سبعة أيام، ثم افتتحها عنوة.

وفى تاريخ النويرى: لما نزل هلاون على حلب فى التاريخ المذكور (١) أرسل إلى الملك المعظم توران شاه بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب نائب السلطنة بحلب يقول له: إنكم تضعفون عن لقاء المغول، ونحن قصدنا الملك الناصر والعساكر، فاجعلوا لنا عندكم بحلب شحنة وبالقلعة شحنة ونحن نتوجه إلى العسكر، فإن كانت الكسرة على عسكر الإسلام كانت البلاد لنا، وتكونون أنتم قد حقنتم دماء المسلمين، وإن كانت الكسرة علينا كنتم مخيرين فى الشحنتين إن شئتم طردتموها وإن شئتم قتلتموهما.

فلم يجب الملك المعظم إلى ذلك، وقال لهم: ليس لكم عندنا إلا السيف.

وكان رسول هلاون إليهم فى ذلك صاحب آرزن الروم، فتعجب من هذا الجواب، وتألم لما علم من هلاك أهل حلب بسبب ذلك، فلما رد الجواب غضب هلاون، وأحاط التتار بحلب ثانى صفر وهجموا فى غد ذلك اليوم، وقتل من المسلمين جماعة كثيرة، منهم: أسد الدين [ابن الملك (٢)] الزاهر بن صلاح الدين، واشتدت مضايقة التتار لحلب، وهجموها من عند حمام حمدان فى ذيل القلعة يوم الأحد تاسع صفر، وبذلوا السيف على المسلمين، وصعد إلى القلعة خلق عظيم، ودام القتل والنهب فى حلب من يوم الأحد المذكور إلى يوم الجمعة رابع عشر


(١) ورد فى مخطوط نهاية الأرب «ونازل هولاكو مدينة حلب فى المحرم سنة ثمان وخمسين وستمائة» ج‍ ٢٧ ورقة ١٣٧.
(٢) [] إضافة من المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>