للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناصر صاحب حلب (١) فى سنة ست وأربعين وستمائة وعوضه عنها تل باشر كما ذكرنا، فعادت إليه فى هذه السنة، واستقر ملكه بها (٢)، ولما حضر الأشرف بين يديه قال: تمنّ، فقبل الأرض وقال: البرج الذى فيه حريمنا وحريم الملوك، فغضب هلاون، فقالت له خاتون: ملك من الملوك يتمنى عليك شيئا يسيرا، وأنت أذنت له فى ذلك وتمنعه، فقال هلاون: إنما منعته لأجلك حتى أجعل بنات الملوك خدمك. فقالت: هم خدمى وقد وهبتهم له، فرسم له بالبرج، فقبل الأرض، وأراد النهوض فلم يقدر حتى أقاموه بإبطيه، ولم تزل به الخاتون حتى أعاد عليه مملكة حمص وأضاف إليه غيرها (٣).

قال بيبرس فى تاريخه: وكتب له منشورا بنيابة دمشق وبلاد الشام، وعاد من عنده، وأقام بدمشق (٤).

وقدم إلى هلاون وهو على حلب الشيخ محيى الدين [٤٣٠] بن الزكى من دمشق، فأقبل عليه ولبس خلعة هلاون، وكانت مذهبة، وولاه قضاء الشام، وعاد بن الزكى إلى دمشق ودخلها وعليه الخلعة، وجمع الفقهاء وغيرها من أكابر دمشق، وقرأ عليهم تقليد هلاون، واستمر فى القضاء (٥).


(١) «حمص» فى الأصل، والتصحيح يتفق والسياق.
(٢) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠٢.
(٣) انظر ما ورد فى نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٤) «أقام بمدينة دمشق» فى زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٣٧ ب.
(٥) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢٠٢ - ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>