فتوجّه السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو من قونية قاصدا الأرد وإلى منكوقان بن طولو خان بن جنكز خان، وقد ذكرنا قضيته مفصّلة عن قريب.
ثم إن بيجو وخجانوين ومن معهما من التتار عادوا إلى بلاد الروم، وكان السلطان عز الدين كيكاوس قد استقرّ بمفرده فى المملكة، وأخوه ركن الدين قليج أرسلان كان فى سجنه كما ذكرنا، وأخوه الآخر علاء الدين كيقباذ قد مات، كما ذكرنا، فلما بلغه عود التتار إلى بلاده جّهز جيشه على عزم الجهاد، وقدّم عليهم أميرا من كبار أمرائه يسمى أرسلان دغمش، فتوجّه المذكور بالعساكر الروميّة، وكان بيجو نازلا على صحراء قونية، فلما كان بعد توجه أرسلان دغمش بأيام شرب السلطان عزّ الدين مسكرا وتوجّه إلى بيت أرسلان دغمش وهو سكران، وقصد كبس [٣٨٤] حريمه والهجوم عليهم، فأرسلوا يخبرونه بذلك، فاغتاظ وقال: أنا فى خدمته قبالة عدوّه وعدو الإسلام وهو يعاملنى بهذه المعاملة ويهجم على حريمى.
فأزمع الخلاف والمخامرة وأرسل إلى بيجو، ووعده أنه يتخاذل عند اللقاء، وينحاز إليه ويكون مساعدا له لا عليه.
فلما التقوا عمد أرسلان دغمش إلى سناجق صاحبه، فكسرها وولى هزيما، فانهزم عسكر الروم، واستظهر بيجو ومن معه، وتوجّه أرسلان دغمش إليه، فسلم عليه وحضر معه إلى قونية.
وبلغ السلطان الكسرة، فهرب من قونية إلى العلايا وأقام بها، وأغلق أهل قونية أبواب المدينة.