للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن الملك الناصر يوسف صاحب حلب قبض على الملك الناصر داود (١) ابن [٣٢٢] المعظم وحبسه فى حمص، وذلك أنه كان قد قدم دمشق فى خدمة الناصر يوسف، فبلغه عنه ما أوجب القبض عليه، فقبض عليه وسيّره إلى حمص تحت الاحتياط، فاعتقل فى قلعتها، وكان قد وعده وعودا جميلة فلم ينجز له منها شيئا، فلما أيس منه طلب منه دستورا ليمضى إلى بغداد، فأعطاه الدستور، فلما خرج إلى القصير قبض (٢) عليه فى مستهلّ شعبان من هذه السنة، ووصل حريمه وأولاده من مصر، وكان له عشرة أولاد ذكورا وثلاث بنات، فأنزلوا فى دمشق.

ولما اعتقل بحمص نظم قصيدة مطلعها:

إلّهى أنت أعلى وأعلم … بمحقوق ما تبدى الصدور وتكتم

وأنت الذى ترجى لكلّ عظيمة … وتخشى وأنت الحاكم المتحكّم

إلى علمك العلوى أشكو ظلامتى … وهل بسواك ينصف المتظلّم

أبث خيانات العشيرة معلنا … إلى من بمكنون السرائر يعلم

أتيتهم مستنصرا متحرّما … كما يفعل المستنصر المتحرّم

فلما أيسنا نصرهم ونوالهم … رمونا بإفك القول وهو مرجّم

أغثنا أغثنا من عدانا يكن لنا … بك النصر حتى يخذلوا ثم يهزموا

فنصرك مجعول لنا معجل … وبرّك معلوم بنا فهو معلم


(١) توفى سنة ٦٥٦ هـ‍/ ١٢٥٨ م - المنهل، وانظر ما يلى.
(٢) القصير: تطلق على عدة مواضع، والمقصود هنا ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>