للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متوجها إلى بلاد الشام، ومعه من العسكر ألفا فارس، فوصل إلى غزّة، وكان بها جماعة من أصحاب الملك الناصر صاحب حلب الذى استولى على دمشق، فأوقع بهم، فاندفعوا من بين يديه (١)، ثم عاد الأمير أقطاى إلى الديار المصرية، ودخلها، وقبض على الأمير زين الدين قراجا أمير جاندار، وعلى صدر الدين قاضى آمد، وكانا من كبار الصالحيّة.

ومنها: أنه قبض على الأمير جمال الدين النجيبى، والأمير جمال الدين أقوش العجمى، واعتقلا.

ومنها: أنهم نقلوا الملك الصالح إلى تربته (٢) التى بنيت له عند مدرسته بالقاهرة بين القصرين، وعمل له العزاء بالقاهرة، وقطعت مماليكه شعورهم، وعملوا له عزاء جديدا.

ومنها: أن الأمراء وأرباب الدولة اتفقوا على هدم أسوار دمياط وتخريبها ومحو آثارها، لما اتفق من قصد الفرنج لها مرة بعد أخرى، لأنهم قصدوها فى أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وكادوا يملكونها (٣)، وفى أيام الملك الكامل وحاصروها أكثر من سنة وملكوها (٤)، وفى أيام الملك الصالح نجم الدين، وجرى ما ذكرناه (٥)، فهدموها وبنيت مدينة قريبة منها سميت المنشية، وهى المدينة يومنا هذا.


(١) انظر السلوك ج‍ ١ ص ٣٧٠.
(٢) أنشأتها شجر الدر بعد وفاة الصالح أيوب - انظر المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٣٧٤، وانظر أيضا السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ص ٢٠٧.
(٣) وذلك فى سنة ٥٦٥ هـ‍/ ١١٦٩ م.
(٤) وذلك فى سنة ٦١٥ هـ‍/ ١٢١٨ م.
(٥) وذلك فى سنة ٦٤٧ هـ‍/ ١٢٤٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>