للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير علاء الدين أيدكين البند قدارى، وأفرج عز الدين أيبك عن ولدى الصالح إسماعيل، وهما: المنصور إبراهيم والسعيد عبد الملك ابنا الصالح إسماعيل، وكانا معتقلين من استيلاء الملك الصالح نجم الدين أيوب على بعلبك، وخلع عليهما، ليتوهّم الملك الناصر صاحب حلب من أبيهما الصالح إسماعيل.

ولما خرجوا وصل أولهم إلى السانح، ونزلوا بالصالحية، وقوى الإرجاف بوصول الملك الناصر ودخوله الرمل.

قال بيبرس: وكان رحيل المعزّ فى بقية العساكر ثالث ذى القعدة من هذه السنة، ووصل الملك الناصر بمن معه من العساكر إلى كراع وهى قريبة من العباسة والسّدير، وتقارب ما بين العسكرين، فمال من كان مع الناصر من مماليك أبيه العزيز إلى الترك الذين بمصر للجنسيّة، فرحل المعز أيبك ونزل قبالة الناصر بسموط، والتقوا فى يوم الخميس عاشر ذى القعدة، فكانت الكسرة أولا على عسكر مصر، وولوا منهزمين، وثبت المعز أيبك فى جماعة من البحرية، وانحاز إلى جانب، وبقى الملك الناصر تحت السناجق (١) فى جمع من العزيزية (٢)، فخامروا وانضافوا إلى المعز أيبك، فحمل على الطلب (٣) الذى فيه الملك الناصر، فولّى منهزما طالبا الشام فى جماعة من خواصّه، وأخذت سناجقه والطبلخاناة (٤)


(١) السنجق: لفظ تركى، يطلق فى الأصل على الرمح، ثم أصبح يطلق على نوع من الرايات وهى صغر صغار - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٨، ج‍ ٥ ص ٤٥٦، ٤٥٨.
(٢) العزيزية: طائفة من المماليك تنسب الى السلطان الملك العزيز محمد بن غازى، صاحب حلب - النجوم الزاهرة ج‍ ٦ ص ٢٩٧، السلوك ج‍ ١ ص ٢٩٧، ٣٩٧.
(٣) طلب - أطلاب: وحدة عسكرية صغيرة قد تصل أو بعمائة فرد، يرأمها أمير - انظر بدائع الزهور ج‍ ٣ ص ٢٤، ٢٥، المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ١٣٩.
(٤) الطبلخاناة: كلمة فارسية تعنى فرقة الموسيقى السلطانية، أو بيت الطبل، وتكون هذه الفرقة صحبة السلطان فى الأسفار والحروب - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>