للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التى له، وقصد المعز أيبك الأطلاب الشاميّة، فوقع بالطلب الذى فيه شمس الدين لؤلؤ، فحمل عليهم، وبدّد شملهم، وأتى به إليه، فأمر بضرب عنقه، فضربت، وأتى بالأمير ضياء الدين القيمرى، [٣٢٤] فضربت عنقه، وأتى بالملك الصالح عماد الدين إسماعيل فسلم عليه الملك المعزّ، ووقف راكبا إلى جانبه، وأسر الملك الأشرف صاحب حمص، ونصرة الدين، والمعظم فخر الدين ابنا صلاح الدين يوسف.

وأما العسكر المصريون (١) المنهزمون، فإن الهزيمة استمرّت بهم، ولا يعلمون ما تجدّد بعد ذلك، ووصلوا القاهرة غد هذا اليوم، وهرب بعضهم إلى الصعيد، وخطب ذلك اليوم للملك الناصر يوسف صاحب حلب بالقلعة وجامع مصر (٢)، وأما القاهرة فلم يقم بجامعها خطبة (٣) وتوقفوا ليتحققوا.

ووصل معظم العسكر الشامىّ إلى العبّاسة فى إثر المصريين، ولا يظنون إلا أنّ الكسرة قد تمت على المصريين: وزال أمرهم بالكلية، وهم ينتظرون وصول الملك الناصر ليدخلوا معه القاهرة، ثم جاءهم الخبر بما جرى من هرب الملك الناصر؛ وقتل شمس الدين لؤلؤ والقيمرىّ، وأسر من أسر، فاختلفوا فيما يعتمدون عليه، وكان فى الجيش تاج الملوك ولد المعظم بن صلاح الدين وهو مجروح، وحاروا فيما يفعلون.


(١) هكذا بالأصل، وهو أسلوب ضعيف.
(٢) هو جامع عمرو بن العاص بالفسطاط - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٢٤٦.
(٣) «وكان بجامع القاهرة (الأزهر) الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فقام على قدميه وخطب خطبتين خفيفتين، وصلى بجماعة الجمعة، وصلى قوم صلاة الظهر» - السلوك ج‍ ١ ص ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>