للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى نهار الجمعة حادى عشر ذى القعدة وردت البشائر بانتصار المعزّ وانكسار الناصر، وكان بقلعة الجبل ناصر الدين بن يغمور أستادار الملك الصالح عماد الدين إسماعيل؛ وأمين الدولة [أبى الحسن غزال (١)] وزيره محبوسين من أيام الملك الصالح نجم الدين، فلما بلغهما انتصار الناصر وكسر العسكر المصرى خرجا من الحبس وأظهرا السرور، ثم لما تحقّق نصر المعزّ أيبك أعيدا إلى السجن، ونودى فى آخر هذا اليوم، وهو يوم الجمعة المذكور، بإظهار الزيّنة.

وعاد الملك المعزّ والبحرية والعساكر المصريّة ومن انضّم إليهم من العزيزية على غير طريق العباسة خوفا من الناصريّة النازلين عليها، ووصلوا إلى القاهرة بكرة يوم السبت ثانى عشر ذى القعدة ودخل المعزّ أيبك، والملك الصالح عماد الدين إسماعيل قدامه فى الموكب تحت الاحتياط فاعتقله بقلعة الجبل فى دار، واعتقل الأشرف صاحب حمص [٣٢٥] والمعظم تورانشاه وأخوه فى حبس القلعة، وشنق ناصر الدين بن يغمور، وأمين الدولة الوزير على باب القلعة، ثم أخرج الملك الصالح عماد الدين إسماعيل خارج القلعة من جهة القرافة، فقتل ودفن هناك، وكان مقتله فى ليلة الأحد السابع والعشرين من ذى القعدة.

وفى المرآه: لما أسروا شمس الدين لؤلؤ، وجاءوا به إلى بين يدى الملك المعز، قال حسام الدين بن أبى علىّ: لا تقتله لتأخذ به الشام. وقال أقطاى: هذا الذى يأخذ مصر بمائتى قناع، قد جعلنا مخانيث، فضربوا عنقه.

وأما الملك الناصر فإنه لما كسر، كسرت العزيزيّة سناجقه، وكسروا صناديقه، ونهبوا ماله، ورموه بالنشاب، فأخذه نوفل البدوى وجماعة من


(١) [] إضافة للتوضيح - انظر السلوك ج‍ ١ ص ٣٧٧، وانظر ما يلى فى وفيات السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>