للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مماليكه وأصحابه، وساروا به إلى الشام، ومات تاج الملوك من جراحة كانت به، فحمل إلى القدس ومات به، وضرب الشريف المرتضى فى وجهه بالسيف ضربة هائلة عرضا، وأرادوا قتله، فقال: أنا رجل شريف ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركوه.

قال السبط: وحكى لى قال: بقيت فى الرمل يوما وليلة ملقى، رأسى ناحية ووجهى ناحية، والدّماء تفيض، ولولا أن الله تعالى منّ علىّ بالملك الصالح ابن صاحب حمص لهلكت، حملنى وخيّط وجهى بمسال، وعاينت الموت مرارا، وتمزّق الناس كل ممزّق، ومشوا فى الرمال أيّاما.

وأما (١) المصريّون فإنهم دخلوا إلى القاهرة بالأسارى والسناجق المقلّبة، والطبول المشقّقة، والخيول والأموال والعدد، ولما وصلوا إلى تربة الملك الصالح نجم الذين أيوب أحدقوا بالصالح إسماعيل، وصاحوا ياخوند (٢): أين عينك ترى عدّوك، ورموا الأسارى فى الجبل، وجمعوا بين الصالح إسماعيل وبين أولاده أيّاما، ثم غيّبوه.

وأما المماليك فمالوا على المصريّين قتلا ونهبا، ونهبوا أموالهم، وسبوا حريمهم، وفعلوا بهم ما لا يفعل الفرنج بالمسلمين.

وكان السامرى، وزير الصالح إسماعيل، معتقلا فى القلعة فى جب هو وناصر الدين بن يغمور، وسيف الدين القيمرى، والخوارزمى صهر الملك الناصر


(١) «واما» مكررة فى الأصل.
(٢) خوند: لفظ فارسى؛ واستخدم فى التركية أيضا، ومعناه السيد أو الأمير، ويخاطب به المذكر والمؤنث - صبح الأعشى ج‍ ٦ ص ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>