للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلوى عنان فرسه، وعرف أن الأمر قد انحل ولم يبق معه غير مماليك نفسه، وأول العسكر قد بدأ وأعلامهم منشورة، فأثنى عنان فرسه إلى نحو القرافة، وتبعته الحرافيش وصاحوا عليه، وكان متولى القاهرة فى ذلك الوقت ناصر الدين الشيخى، (١) فصادفه وهو طالع من الصليبة وهو سائق، وقصد أن يردّه، فرجع إليه وضربه بالسيف (٢)، فخرج فرسه، وساق إلى أن وصل بساتين الوزير، (٣) والخيل وراءه أولا فأولا، وهو يرجع إليهم ويردهم عنه.

وكان كرجى على ما كان عليه من قصر القامة شجاعا، فارس الخيل، وقد تعلّم فنون الحرب، ولم يزل فى مراددة الخيل الواصلين إليه إلى أن قابله صمغار ابن سنقر الأشقر واصطدم هو وإياه، فتطاعنا ساعة، فأدركه محمد شاه المعروف بالأعرج الخوارزمى، وكان من الفرسان المجيدين، وقابله ومازال يتطارد معه إلى أن رماه إلى الأرض، فاجتمعت الجند عليه فذبحوه وأخذوا رأسه وأتوا بها إلى الأمير بدر الدين أمير سلاح والحسام الأستاددار، والأمراء وقوف عند الطبلخاناه، ورموا برأسه بين أيديهم، ففرحت الأمراء وتباشروا، ثم تفرقوا، ورجعت (٤) المجرّدون إلى بيوتهم.

وفى تاريخ النويرى: هرب كرجى حين علم بقتل طقجى، فلحقوه آخر القرافة فقتلوه هنالك.


(١) «الأمير ناصر الدين محمد بن الشيخى» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨.
(٢) «فضربه كرجى بالسيف» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨.
(٣) «بساتين الوزير على بركة الحبش» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨.
(٤) هكذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>