للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير. فقال: من قتله؟ فقال كرد هذا قتله، وأشار إلى طقجى، (١) فلما سمعه طقجى قال: نعم أنا قتلت السلطان؟ بالإنكار. قال كرد: نعم. قال طقجى:

تكذب، وما خرج الكلام من فمه حتى ضربه بعض المماليك البرجية بالسيف على كتفه اليمين فلم يقطع منه شيئا، فلما أحس بالسيف ركض فرسه وخرج من الحلقة التى كان واقفا فيها مع الأمراء، فأشهرت بعد ذلك السيوف ووقعت الضجة والغلبة، وارتفع الغبار حتى لا يرى بعضهم بعضا.

ورأى كرد الحاجب أن مماليك السلطان داروا بطقجى يحفظونه، فقال لهم:

يا أولادى أنتم نزلتم حتى تقابلون هذا الرجل الكبير أتابك العساكر، وإذا رآكم على هذا الحال لا يعتقد إلا إنكم نزلتم لأجل قتاله، فيحصل بذلك فتنة كبيرة، وما زال يتلطف بهم إلى أن أخرجهم من الحلقة وأوقفهم بمعزل من الناس، ثم ساق كرد، وجاء إلى الأمير سلاح وقال يا خوند: متى ما وليت عن العسكر ههنا يهلك أهل الإسلام، وكان قد قصد أن يخرج من بينهم ويذهب، فعند ذلك أمر بأن ينشر سنجقه ويحرك النقارات حربيا، ولما رأت الناس ذلك اجتمعت المماليك كلها، وقامت ساق الحرب، وبقى طقجى وحده وخلفه سلحدار واحد، ونظر إلى العسكر وقد ضربوا عليه حلقة، ولم يبق معه أحد من المماليك، فقصد أن يلتجئ إلى أمير سلاح ويستجير به، فصادفه قراقوش الظاهرى والتزق به، فضربه بالسيف، فجاءت الضربة فى وسط حنكه، فقطع وجهه قطعتين وفصّل


(١) ذكر المقريزى عند ذكر ذلك: «فقام عند ذلك بكتاش فى الركب وقال لطقجى: أنت قتلت السلطان؛ فقال: نعم، فقال له بكتاش: تكذب، فلم يتمّ قولة تكذب، حتى جرد قراقوش الظاهرى سيفه وضرب على كتف طقجى فلم يؤثر فيه» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨.
وانظر أيضا نهاية الأرب - مخطوط ج‍ ٢٩ ورقة ٣٣١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>