للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن بعض أكابر النصارى سعى فى فتح كنيسة وفتحها، واشتهر ذلك بين العامة، فوقفت حرافيش كثيرة للنائب والأمراء بسبب ذلك.

وقالوا أيضا: إن بعض النصارى تكبروا عن لبس الأزرق، وإن بعضهم احتمى ببعض أكابر الأمراء، فاقتضى رأيهم باشهار النداء، فأمروا والى القاهرة بالمناداة فى مصر والقاهرة بأن كل من لا يلبس الزرق من النصارى، أو الصفر من اليهود ينهبه العامّة، ويستحل ماله وحريمه، وأن لا يستخدم نصرانى عند أمير ولا فى شغل من أشغال السلطنة إلا إذا أسلم، فتسلطت عليهم العامّة من الحرافيش وغيرهم، فمن رأوا منهم ما عمل بموجب النداء ضربوه إلى أن كاد أن يقتلوه، وكذا إذا رأوا أحدا منهم راكبا على حمار من غير أن يثنى رجله عليها، فصار كثير منهم لا يجترئ على الركوب ويمشى فى الطريق وهو خائف على نفسه وأسلمت منهم جماعة كثيرة (١).

وفيها: قصد الأمراء عزل الأمير شمس الدين سنقر الأعسر عن الوزارة، وذلك لكبره وشممه وزيادته عن الحدّ وعدم توقيره لمن يكون من جهة الأمراء حتى أنه مسك التاج بن سعد الدولة (٢)، وكان مستوفى الدولة وممن يلوذ بالأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وعرّاه وضربه بالمقارع ضربا مؤلما، فأسلم من حرارة الضرب وألزمه أن يشهد عليه بالإسلام، وبعد ذلك تحمل مال السلطان، فلما أطلقه دخل إلى زاوية الشيخ نصر (٣) وألزم نفسه أن لا يخرج منها،


(١) انظر ما ورد فى النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٣٢ - ١٣٥.
(٢) «بن سعيد الدولة» فى السلوك ج‍ ١ ص ٩١٦.
(٣) زاوية الشيخ نصر المنبجى: خارج باب النصر من القاهرة، أنشأها الشيخ نصر بن سليمان أبو الفتح المنبجى الناسك القدوة، المتوفى سنة ٧١٩ هـ‍/ ١٣١٩ م - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>