للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقدمي الألوف مقدمين وهما: الأمير جمال الدين أقوش (١)، الموصلى المشهور بقتال السبع، والأمير شمس الدين الذُّكْر (٢) السلحدار، وجماعة من الأمراء أصحاب الطبلخانات، وجماعة من أمراء العشرات، فَيُجهزوا لذلك، ولم يبق إلا البروز، وهم في التهيُّوء في ذلك، فإذا بالأخبار وصلت من جهة الناصحين للسلطان الملك الناصر (٣) على وجه التحقيق أن العدوّ المخذول قد تأخر وأن أمره قد بطل (٤)، فاستقر القرار وتأخرت حركة البيكار (٥).

وقال الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار في تاريخه: وقيل: إن السبب كان في تأخير حركات العدو وسكونهم عن الحركة أن قَرَا غُولهم (٦) الذين كانوا مجردين على تخوم ممالكهم تجاه قراغول الملك طقطا (٧)، فحفظ البلاد أنفع مع المذكورين، وكبس بعضهما بعضًا، فكانت الكبيرة على [قرا] (٨) غول الملك خَرْبَنْدَا (٩)، وانكسروا كِسرة عظيمة فما نجا منهم إلا نفر يسير، ونُهبت خيولهم وما معهم، وتشتت جمعهم وتفرق شملهم، فكان


(١) هو أقوش بن عبد الله المنصوري قلاوون، الأمير جمال الدين المعروف بقتال السبع، توفي سنة ٧١٠ هـ/ ١٣١٠ م، ينظر ما يلي.
(٢) الأمير شمس الدين الذكر السلاح دار، صهر الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، مات وهو في الحبس سنة ٧١٧ هـ/ ١٣١٧ م، السلوك ٢/ ١٨٠.
(٣) الأشرف الناصر: في الأصل ومشطوب على كلمة الأشرف.
(٤) وكان هناك سيف الدين بتخاص، أحد مماليك الأمير شمس الدين قرا سنقر نائب السلطنة بحلب، فتوجه بجماعة من الرجالة، وكبس التتار، وأوقع بهم واستظهر عليهم وأسر بعضهم، وحضر إلى الأبواب السلطانية فأنعم عليه: في نهاية الأرب ٣٢/ ١٤٠، وينظر ما يلي.
(٥) البيكار: لفظ فارسي معناه: الحرب عامة، ينظر صبح الأعشى ١٣/ ٩٤، ٩٧.
(٦) قرا غولهم: كلمة واحدة، ولكنها وردت في الأصل بين ورقتين فكتبت على سطرين.
(٧) هو: طقطاي بن منكو تمر بن طغاي بن باطو بن جنكز خان، ملك القبجاق، توفي سنة ٧١٦ هـ/ ١٣١٦، المنهل الصافي ٦/ ٤٢٥ رقم ١٢٦٤.
(٨) إضافة تتفق مع السياق.
(٩) هو: خرابندا = خدا بندا، واسمه محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو، السلطان غياث الدين، واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته بين سنوات ٧١٠ هـ، ٧١٥ هـ، ٧١٦ هـ، المنهل الصافي ٥/ ٢٠٣ رقم ٩٨١، ٩/ ٣١٥ رقم ٢٠٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>