للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما ورد عليه الخبر بقتل المعظم تورانشاه وصلت إليه كتب الأمراء القيمرية من دمشق يستدعونه ويحثونه على الوصول إليهم ليسلموا دمشق إليه، فوصلها يوم السبت ثامن ربيع الآخر من هذه السنة، وأحاط عسكره بها، وزحفوا عليها، وكان النائب بها الأمير جمال الدين بن يغمور من جهة الملك الصالح، وكان قد رتب الأبواب على الأمراء القيمرية وهم: ناصر الدين القيمرىّ، وضياء الدين، وشهاب الدين الكبير، ففتحوا باب الجابية مواطأة للملك الناصر، فدخل الناصر وأصحابه دمشق، وتملكوها بغير ممانعة ولا مقاتلة، وخلع على الأمراء المذكورين، وخلع أيضا على الأمير جمال الدين بن يغمور النائب من جهة السلطنة، وأحسن إليهم، وعلى جماعة من الأمراء المصريين مماليك الملك الصالح نجم الدين، واستقرت قدمه فى ملك دمشق، وعصت عليه بعلبك وعجلون وشميس مدة يسيرة، ثم مال الجميع إليه.

ولما وصل الخبر بذلك إلى مصر اجتمعت الأمراء والأجناد بقلعة الجبل وجدّدوا الأيمان لشجر الدرّ والدة خليل، وللأمير عز الدين أيبك التركمانى بالتقدمة على العساكر، وعزموا على إخراج العساكر صحبة الأمير حسام الدين ابن أبى على ليدفعوا الملك الناصر عن دمشق، ويردّوه قبل أن يملكها، فورد عليهم بأن القيمرية سلموها إليه، فأمسك من كان منهم بالقاهرة، وقبض على كل من اتهم بالميل إلى الحلبيين (١).


(١) انظر السلوك ج‍ ١ ص ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>