للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله النظم البديع الرائق، فمنه قوله:

يا من رأى غزلان رامة هل رأى … بالله فيهم مثل طرف غزالى

أحيا علوم العاشقين بلحظه ال‍ … غزّال والإحياء للغزّالى (١)

وله فى مليح يسمى بالنسيم:

تقضّى ليلنا طربا ورقصا … على شدو من الرّشا الرخيم

تمايلنا وقد غنّى وفينا … مليح الدّل معطار الشميم

فملنا كالغصون وغير بدع … لأغصان تميل مع النسيم

وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان (٢) رحمه الله: كنت قد نظمت قصيدة، ووقع لى فيها معنى غريب فى مليح فى أنفه خال، وهو:

عجبت لخال حلّ فى وسط أنفه … وعهدى به وسط الخدوديرى وشيا

ولكنما خدّاه فيه تغاير لهوى … فاتبعا من أنفه أوسط الأشيا

وحسن الفتى فى الأنف والأنف عاطل … فكيف إذا ما الخال كان له حليا

فلما وقف القاضى محيى الدين عليه نظم فى هذا المعنى عدّة مقاطيع منها:

أرى الخال من وجه الحبيب بأنفه … وموضعه الأولى به صفحة الخدّ

وما ذاك إلاّ أنه من تلهب توارى … يريد البعد من شدّة الوقد

وقال:

فى أنفه الخال الذى … شغل البرّية وصفه

فبحسنه وبظرفه … قد صار شمخ أنفه


(١) انظر الوافى ج‍ ١٧ ص ٢٨٨.
(٢) هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان، أثير الدين الغرقاطى، المتوفى سنة ٧٤٥ هـ‍/ ١٣٤٤ م - المنهل الصافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>