للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفى نزهة الناظر: وعند خروج بيدرا من عند السلطان حصل عنده قلق، فأبطل الصيد، ورسم للأمير جمال الدين قتال السبع - وكان فى ذلك الوقت أمير علم - أن يتقدم بالطّلب وصحبته الطواشى مقدم المماليك إلى المدينة، ورسم للأمير كتبغا والحسام أستاذ الدار وغيرهما أن يرحّلا، وأنه يرحل [٧٩] عنهم، ثم أنه وجد فى نفسه ضيقا وثقلا فى بدنه، فطلب المزين وافتصد، وبقى إلى قريب العصر قاعدا وهو متشوش، ثم قصد أن يركب بمفرده ويطعم الطير ليشرح خاطره، فركب فى جماعة يسيرة من الخاصكية بغير سيف، (١) ورآه الخاصكية الذين اتفقوا مع بيدرا على قتله، فسيروا إليه وعرّفوه أين السلطان، وأن هذا الوقت وقت الفرصة والغنيمة، فقام بيدرا وركب، ومعه قراسنقر ولاجين وغيرهما، ولبسوا تحت الثياب، وساروا وبيدرا بينهم، فلما قربوا من السلطان رآهم فقال:

من يكون هؤلاء؟ فسير من يكشف خبرهم، فعند وصوله إليهم عوقوه عن الرجوع إلى السلطان، فسير ثانيا شخصا آخر فعوقوه أيضا، وقرب بيدرا إليه فتحققه السلطان، وظن أنه حضر ليشاوره فى أمر، فما كان إلا جذب سيفه وضربه، فصاح السلطان منه، وتلقى ضربته بيمينه التى فيها الزجمة، فرجع عنه بيدرا فلحقه لاجين من خلفه، فضرب على عاتقه، فنزل السيف إلى وسطه، فوقع من فرسه كالطود العظيم، فتناوله تلك الأمراء الخاصكية بالسيوف فقطعوه قطعا قطعا.


(١) «ركب السلطان وانفرد وحده، وليس معه سوى أمير شكار، أحمد بن الأشل» نهاية الأرب ج‍ ٢٩ (مخطوط) ورقة ٣٠٥ أ، السلوك ج‍ ١ ص ٧٨٩ - ٧٩٠، بدائع الزهور ج ١ ق ١ ص ٣٧٣ - ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>