للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفى فى جمادى الأولى منها ودفن بالقرافة، وكان مولده سنة إثنتى عشرة وستمائة، ولى الوزارة مرتين للملك المنصور قلاون، وتولى وزارة الصحبة للملك السعيد، وكان فى جميع ولاياته: حسن السيرة. محمود الطريقة، قليل الظلم، كثير الإحسان إلى الناس، وكان يتولى الوزارة بجامكية (١) الإنشاء، وعند ما يعزل من الوزارة يأخذ دواته ويدخل إلى ديوان الإنشاء، كأنه ما جرى عليه شئ.

وكان أصله من بلاد إسعرد (٢) من العدن (٣)، ولما فتح الكامل بن العادل آمد (٤) كان ابن لقمان بها يكتب على عرصة القمح، وكان البهاء زهير (٥) يرأس الموقعين ووزير الصحبة للكامل، وكانوا يستدعون من إسعرد حوائج، فتحضر الرسالة بخط ابن لقمان فيعرضونها على بهاء الدين زهير فيعجبه خطه، [١٠٠] فطلبه إليه، ولما حضر بين يديه سأله عن حاله وعن جامكيته فقال: دون الدينارين.

فقال له: تسافر معى حتى أستنيبك، فقال: ومن لى بهذا الحال، فاستصحبه معه وناب عنه فى ديوان المكاتبات إلى دولة الملك الصالح (٦)، ثم استقل بمفرده.


(١) الجامكية: كلمة فارسية تعنى الراتب المربوط لشهر أو أكثر.
(٢) إسعرد: بلدة بالقرب من شرق دجلة بالقرب من ميافارقين - تقويم البلدان ص ٢٨٨.
(٣) «من المعدن» فى المنهل الصافى، وتاريخ ابن الفرات، والوافى.
(٤) استولى الملك الكامل محمد بن أبى بكر بن أيوب على آمد سنة ٦٢٩ هـ‍/ ١٢٣١ م - مفرج الكروب ج‍ ٥ ص ١٧.
(٥) هو زهير بن محمد بن على بن يحيى، الشاعر المتوفى سنة ٦٥٦ هـ‍/ ١٢٥٨ م - المنهل الصافى.
(٦) دولة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى ولى حكم مصر سنة ٦٣٧ هـ‍/ ١٢٤٠ م، وحتى وفاته سنة ٦٤٧ هـ‍/ ١٢٤٩ م - شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٣٧، وانظر للمحقق: السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب - رسالة ما جستير بجامعة القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>