للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا نفس ذا الكبرياء من أين … ألست من مخرج السبيلين

أبوك بالأمس كان من حمأ … وجيفة أنت بعد يومين

أقل ما ابتليت لاغيه … بغائط فى النهار وقتين

إن تعسّر فأنت هالكة … أو تيسّر فرهن قولين (١)

ومن الحوادث فى هذه السنة، ما ذكره صاحب نزهة الناظر، وهو عبور العسكر الحلبى إلى ماردين على سبيل الغارة، والسبب الموجب لذلك، أن السلطان كان بينه وبين صاحب ماردين واقعة من أيام نيابته الشام أوجبت ذلك، وأيضا وقع بين صاحب حلب وصاحب ماردين كلام بسبب مملوك ابتاعه صاحب ماردين من التجار وضع نائب حلب صفته، فسير إليه يطلبه منه، فأبى، ثم إن السلطان أرسل إلى نائب حلب وأمره أن يختار من أمراء حلب وعسكرها جماعة معروفة ليغيروا (٢) على ماردين، فجرد الحلبى والخطيب وابن العيثانى وجماعة من عسكر حلب معروفين، وجرد من خيار مماليكه ستين مملوكا ونحو خمسمائة فارس، فركبوا وساروا إلى أن بقيت بينهم وبين ماردين ليلة واحدة، وكانوا كلما دخلوا ضيعة من ضياع ماردين لا يأخذون منها شيئا ولا يتعرضون إلى رعيتها، وإذا سألوهم يقولون إنا قاصدون مكانا بالقرب منكم، وبلغ صاحب ماردين مجيئهم وأنهم ما شوشوا على أحد من بلاده، فسير إليهم الإقامات فاطمأن من جهتهم إلى أن كانوا بالقرب منه وركبوا فى الليل وما طلعت الشمس إلا وقد


(١) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٩٦ أحيث توجد إضافات على ما نقله العينى.
(٢) «ليغاروا» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>