للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، ولم يمكث يومين حتى بعث إليه يطالبه بالمبلغ المذكور فخشى على نفسه من الرجوع إلى العقوبة فأخفى نفسه، فلما أخبر أقوش بذلك طلب الضمان وفرق عليهم المبلغ وأخذه منهم.

وفيها: قصد منكوتمر بقطع كثير من المباشرين وأرباب الرواتب، وعرف السلطان أن الكتّاب يأخذون هذه الرواتب والجرايات بأسماء أقاربهم وعبيدهم ويكنبونه بأسماء ناس صعاليك وهم يأخذون لأنفسهم، وأن ذلك يتحصل منه شئ كثير، فطلب الوزير فخر الدين بن الخليلى وأمره أن يكتب أسماء أرباب الرواتب وأرباب الرزق، فحصل للناس بذلك قلق عظيم.

وفكر الوزير فى ذلك، فأحضر إلى السلطان رسالة القاضى الفاضل فى دولة السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله، فقرأها عليه، فأعجب السلطان ذلك إلى أن دمعت عيناه، ثم قال: قل لمنكوتمر لا يتحدث فى هذا بالجملة الكافية.

وكان مضمون الرسالة النصيحة للسلطان صلاح الدين حين أراد أن يفعل مثل ما أراد منكوتمر أن يفعله، فبلغ هذا إلى منكوتمر، فلما دخل عليه الوزير قال له: ما أنت يا قاضى إلا نصحت السلطان نصحا كثيرا. فقال له الوزير:

يا خوند النصح واجب على كل مسلم. فقال: اترك عنك الفشار وجهزلى الأوراق، وبعد يومين اتفق قتل منكوتمر على ما نذكره إن شاء الله.

وفيها: قلت المياه جدا بدمشق، وغلا سعر الثلج بالبلد جدا إلى [أن (١)] أبيع الرطل منه بدرهم وثلث، وجفت الأعين من سائر البلاد، واستسقى الناس


(١) [] إضافة تتفق والسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>