للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها أحد عن الآخر، وضربت السكّة بأسمائهم مشتركة، وخطب لهم جميعا، [٣٧٤] وكان أبوهم قد فوض ولاية عهده إلى ولده علاء الدين كيقباذ الذى هو من كرجى خاتون، فاتفقوا على أن يتوجه إلى منكوقان يطلب منه الصلح والهدنة، ويقرّر له الإناوة، ليكفّ عساكره المتوالية، ويمنع جيوشه العادية، وأما التتار فإنهم استولوا على قيسارية وأعمالها وصار إليهم مسافة شهر من بلاد الروم (١) وأقاليمها فى هذه البرهة اللطيفة يقتلون ويأسرون وينهبون، ثم لما استأصلوا شعبها وبالغوا فى تخريبها عادوا إلى مستقرهم.

وكانت تولية غياث الدين كيخسرو المذكور فى السنة التى مات فيها والده علاء الدين كيقباذ وهى سنة أربع وثلاثين وستمائة (٢)، فيكون مدة مملكته عشرين سنة، وكان والده علاء الدين قد زوّجه بكرجى خاتون ابنة ملك الكرج، فلما صارت إليه السلطنة صيّر أخاها - وكان نصرانيا لم ينتقل عن ملته - مقدّما على الجيش، فكرهه الأمراء وكرهوا السلطان غياث الدين لتقديمه إياه عليهم، وقد خبّط نفر من المؤرخين فى تاريخ وفيات هؤلاء وتاريخ ولاياتهم، منهم: بيبرس الدوادار، والصواب ما ذكرناه.

فإن قلت: أنت قد ذكرت فى أول سنة إحدى وخمسين وستمائة أن صاحب الروم ثلاثة وهم (٣): عز الدين كيكاوس وركن الدين قليج أرسلان وعلاء الدين


(١) «فصار لهم من بلاد الروم مسافة شهر» - السلوك ج‍ ١ ص ٤٠٠.
(٢) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١٠١ - ١٠٤.
(٣) انظر ما سبق فى أحداث سنة ٦٥١ هـ‍ ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>