للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت العساكر السلطانية قد أقاموا على غزة أياما، (١) ثم وصلوا إلى تل العجول وأقاموا هناك ينتظرون الأخبار كما ذكرنا، وكانوا قالوا لقطلوبرس أن يكون مجهزا بمن معه، فإذا رأى السيوف أشهرت ووقع الفعل نشر سنجقه وضرب طبلخاناته وعمل عمله.

ولما كان الموكب وترجلت الأمراء على العادة، وكان بيبرس يتقدّم سلار احتراما له، تقدم برنطيه وهجم على بيبرس، وقد جذب سيفه وهمز فرسه إلى أن قاربه، وكانت الأمراء يحجبون بيبرس وما شعروا إلا وقد رأوا برنطيه بينهم وسيفه مشهور يريد ضرب بيبرس، وكان فى الأمراء الماشين فى خدمته أمير من البرجية يقال له سيف الدين طشتمر الجمقدار، وكان جمقدار الملك الأشرف، وكان له قوة وشجاعة وشكل حسن، ولما رأى برنطيه وقد هجم على بيبرس جذب هو أيضا سيفه وضرب برنطيه، ولكن وقعت الضربة على كفل فرسه. (٢) فالتفت إليه برنطيه وضربه فقطع كلوتاته وشاشه وجرح وجهه جرحا بالغا، ثم تناولت السيوف برنطيه فقتل من وقته، ووقع الصياح فى العسكر فركبوا عن بكرة أبيهم، وطلب بعض الأويراتية والمماليك الذين كانوا متفقين


(١) رحل السلطان بالعساكر من الريدانية - فى طريقه إلى الشام - أول يوم من المحرم سنة ٦٩٩ هـ‍، ولذا أورد المقريزى هذه الأحداث ضمن حوادث سنة ٦٩٩ هـ‍ - السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٢ - ٨٨٣.
(٢) «شهر برنطاى سيفه - وكان ماشيا فى ركاب بيبرس - وضربه، فوقعت الضربة على كفل الفرس فحلت ظهره، وضرب برنطاى ثانيا، فوقعت الضربة على الكلفتة فقطعتها وجرحت - الوجه، فتبادرته السيوف حتى قتل» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٣.
كفل: الكفل هو كساء يوضع على سنام البعير ثم يركب، وكساء تحت الرمل، والكفل ما يحفظ الراكب من خلفه وفى الحديث «ذاك كفل الشيطان يعنى مقعده - اللسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>