للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصل إلى غزة أقام عليها مقدار شهرين لأجل التجهيز والتهيؤ (١) للتتار (٢)، وقد ذكرنا ما جرى من أمور الأويراتية والعسكر مع السلطان على غزة، وكانت قضيتهم على منزلة تل العجول كما ذكرنا (٣)، ثم رحل السلطان ونزل على عسقلان، ثم رحل من عسقلان متوجها إلى الشام، ودخل دمشق يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول من هذه السنة، ونزل بالقلعة.

وكان يوم دخوله مطر شديد ووحل كثير، ثم شرع فى الإنفاق على العساكر والخروج إلى لقاء التتار.

وفى يوم السبت ثانى يوم دخول السلطان دمشق، ورد [١٩٣] جمال كثيرة وقفول وخلق كثير، أولا فأولا، جافلين من أخبار التتار. وورد مملوك نائب حلب ونائب طرابلس وصاحب حماة وأخبروا (٤) بقدوم العدوّ. وأنه وصل إلى شاطئ الفرات، وأخبروا أنهم فى عسكر عظيم، ولما تحققوا ذلك اتفق رأيهم على النفقة فى العسكر، ودارت النقباء وعرّفوا سائر الأمراء والأجناد. وأصبحوا جالسين فى الميدان، وشرعوا فى تفريق النفقات، وسيروا لكل أمير مقدّم ألف نفقة مضافية وكان كل واحد منهم يطلب مضافية ويفرق عليهم ما أرسلوه إليه من النفقة، وكان لكل جندى منهم ثلاثين [أو] (٥) أربعين دينارا مصرية (٦). وكان واحد منهم


(١) «والتهياء» فى الأصل.
(٢) عن سبب خروج التتار، انظر ما سبق بالجزء الثالث من هذا الكتاب ص ٤٦١.
(٣) انظر ما سبق بالجزء الثالث من هذا الكتاب ص ٤٦٢ وما بعدها.
(٤) هكذا بالأصل «وقدم البريد من حلب وغيرها» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٥.
(٥) [و] فى الأصل، والإضافة تتفق مع السياق.
(٦) «لكل فارس ما بين ثلاثين دينارا وأربعين دينارا» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>