للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأخلاقنا فى كرم السّجايا، ويبلغنا الأغراض فى مصالح الرعايا، فأعملنا الفكر فيمن نقلده الأمور، وأمعنا (١) النظر فيمن نفوض إليه مصالح الجمهور، واخترنا لها من يحفظ نظامها المستقيم، ويقيم ما تأوّد (٢) من قوامها القويم، يقول فيسمع مقاله، ويفعل فتقتفى أفعاله، يكون أمره من أمرنا، وحكمه من حكمنا، وطاعته من طاعتنا، ومحبته هى الطريق إلى محبتنا، فرأينا أن الجناب العالى الأوحدى المؤيدى العضدى النصيرى العالمى العادلى الذخرى الكفيلى [٢١٦] السيفى سيف الدين، ملك الأمراء فى العالمين، ظهير الملوك والسلاطين بكتمر، هو المخصوص بهذه الصفات الجميلة، والمحتوى على هذه السمات الجليلة، وله حرمة المهاجرة إلى أبوابنا، ووسيلة الوصلة إلى ركابنا، فرعينا له هذه الحرمة، وقابلناها بهذه النعمة، ورأينا أنه لهذا المنصب حفيظ مكين، وخاطبنا لسان الاختيار {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (٣)، وعلمنا أنه يبلغ الغرض من صون الرعايا، ويقوم مقامنا بالعدل فى القضايا، فلذلك رسمنا أن نفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بالممالك الحلبية، والحمويّة، وشيزر، وأنطاكية، وبغراس، وسائر الحصون، والأعمال الفراتية، وقلعة الروم، وبهنسى (٤)، وما أضيف إليها من الأعمال والثغور، نيابة تامة عامة، كاملة شاملة، يؤتمر فيها بأمره، ويزدجر فيها بزجره، ويطاع فى أوامره ونواهيه، ولا يخرج أحد عن حكمه ولا يعصيه، له الأمر التام والنظر العام، وحسن التدبير وجميل التأثير،


(١) «وأنعمنا» - فى زبدة الفكرة.
(٢) «إتآد» - فى زبدة الفكرة.
(٣) جزء من الآية رقم ٢٦ من سورة القصص رقم ٢٨.
(٤) «بهسنا» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>