للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائب طرابلس بعسكره ومضافيه من ناحية من الجبل، وأن يكون الأمير زين الدين كتبغا نائب حماة ونائب حمص معه من ناحية أخرى، وأن يكون سيف الدين بهادر آص (١)، وكجك من ناحية أخرى، وأن يكون الأمير سيف الدين قطلوبك - الذى كان نائب طرابلس وعزل - من ناحية أخرى، وأن يكون نائب الشام من ناحية أخرى، واتفقوا أن تكون المواظبة على الزحف ستة أيام.

وأهل الجبل أيضا قد تعرفوا على نواحى الجبل وجعلوا جانبا من الجبل للنساء والصبيان يرمون الأحجار.

ولما ركبوا فى ذلك اليوم وزحفوا ترجل الأمير أسندمر الكرجى، ثم أرسل إلى الأمراء وأخبرهم أنه ترجل وليترجل الأمراء أيضا، فترجلوا كلهم فى ذلك اليوم، وكان أول من صعد قدام العسكر أسندمر المذكور وكان شجاعا مقداما، ولما رأى أهل الجبل هؤلاء قد ترجلوا وقع فى قلوبهم الرعب حتى ذكر عن [٢٢٥] بعضهم أنه قال: كنت أرمى على قوس أربعين رطلا بالدمشقى، وفى هذا اليوم لحقتنى رعدة فى يدى ولم أقدر على الرمى، فأوقع الله فيهم الذلة والرعب وانهزموا، وقتلوا منهم جماعة كثيرة، فلما رأوا ذلك أرموا أسلحتهم وطلبوا الأمان، فكفوا عنهم القتل وأسروا منهم جماعة كثيرة ثم حضرت مشايخ الجبل وأكابرهم والتزموا أن يحضروا جميع ما أخذوه من العسكر ولا يخلون عندهم شيئا يساوى درهما ولا يخفونه، فرضى العسكر بذلك، وأقاموا هناك إلى أن أحضروا جميع ما أخذوه من القماش والسلاح والعدد من السيوف والرماح والقرقلات وغير ذلك، ثم حلفوهم على اعتقادهم أنهم لا يخفون شيئا، وبعد


(١) هو: بهادر بن عبد الله، الأمير الكبير سيف الدين، المعروف بآص، والمتوفى سنة ٧٣٠ هـ‍/ ١٣٢٩ م - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٤٢٨ رقم ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>