للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما صار بين العسكرين مسافة يوم واحد أرسل شخصا يسمى بغا ومعه مائة فارس ليكشفوا له الخبر؛ ويعلموا أين وصل طقطا ومن معه من العسكر، فسار لكشفهم، فلما أشرف عليهم أحاطوا به وقتلوا كل من معه وسلم هو بنفسه ورجع، فأخبر نوغيه بأنهم قد دهموه، فركب نوغيه وأولاده ومن عنده والتقى الجمعان على مكان يسمى كوكان تلك (١) واقتتلوا: فكانت الكسرة على نوغيه وقت المغرب، وانهزمت بنوه وعساكره وتفرقوا، وثبت هو على ظهر فرسه، وقد طعن فى السنّ وتغطت عيناه بشعر حواجبه وعلاه الكبر (٢) وضعفت به (٣) القدرة فوافاه روسىّ من عسكر طقطا فعرفه بنفسه وقال له: لا تقتلنى فأنا نوغيه وأحملنى (٤) إلى طقطا فإن لى به اجتماعا ولى معه حديث.

فلم يصغ الروسى إلى مقاله، بل حزّ رأسه لوقته وحاله، وأحضرها إلى الملك طقطا وقال له: هذه رأس نوغيه، فقال له: وما الذى أعلمك أنه نوغيه؟ قال: إنه عرّفنى بنفسه واستوقفنى عن قتله، فلم أصغ إليه وأجهزت عليه، فغضب طقطا لذلك غضبا شديدا [٢٢٦] وأمر بالروسىّ فقتل لكونه تعدى على مثل هذا الرجل الكبير الشأن ولم يحضره إلى السلطان، وقال: إن السياسة توجب قتله حتى لا يعود أحد يفعل مثل (٥) ذلك، وعاد طقطا إلى مقامه وقد ظفر بمناه، وقرّت بنصرته (٦) على أعدائه عيناه.


(١) «كوكان لك» فى زبدة الفكرة.
(٢) «وعلته الكبره» فى زبدة الفكرة.
(٣) «منه» فى زبدة الفكرة.
(٤) «فأنا هو ونوغيه، وانما احملنى» فى زبدة الفكرة.
(٥) «مثل» مكتوبة بهامش المخطوط، ومنبه على موضعها بالمتن. «مثله» فى زبدة الفكرة.
(٦) «بنصره» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>