للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى خركاته خلى البال، فأحاطوا بالخركاة من كل الجهات، وطعنوه بالرماح وهو فى الداخل (١) حتى ظنوا أنه مات، وتركوه وعادوا، وبه رمق الحياة، فثارت الضجة فى خيامه، وقام الصراخ بين أهله وألزامه، وسارعوا بإعلام أخيه إلى مصرعه (٢)، فبادر إلى نحوه سائلا عن أمره، وموهما أنه لم يشعر بقاصدى غدره، ودخل إليه فى صورة الزائر، [وأظهر له أنه متألم الخاطر (٣)]، وأخذ يسأله (٤) عن القوم الذين أتوه، ويستخبره هل عرفهم حين طعنوه؟ فقال له أخوه إن الذى قتلنى لن تطول مدته بعدى، وسيفقد عقيب فقدى، وإنك لتعرفه أكثر منى، وهو الذى جاءنى ليسأل عنى، فعلم أخوه أنه إليه يشير وله نسب تلك الحيلة والتدبير، فخرج من عنده ودسّ إليه من تمم قتله جهرا، فلما (٥) شاع ذلك بين عساكره وقومه أنكروه على أخيه (٦)، وتغيرت قلوبهم، وتشوشت خواطرهم، وفارقه كثير منهم (٧).

وفيها: اشتهر فى آخر السنة قتل جماعة من المسلمين ممن أسروهم من المغل، وكان قتلهم سرا فى ديار بكر.


(١) «وطعنوه وهو داخلها بالرماح» - فى زبدة الفكرة.
(٢) «بمصرعه» فى زبدة الفكرة.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٤) «يسائله» فى زبدة الفكرة.
(٥) «فلما» ساقط من زبدة الفكرة.
(٦) «وشاع ذلك بين عساكرهم، وذاع لأقاربهم وعشائرهم، فأكبروا فعله، وأنكروا تدبيره على أخيه وقتله» - فى زبدة الفكرة.
(٧) زبدة الفكرة (مخطوط) ح‍ ٩ ورقة ٢٢٠ ب - ٢٢١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>