للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فصيح العبارة، جميل الصورة، لطيف المزاج، فيه مكارم أخلاق وإحسان، تولى الحسبة بالقاهرة والأحباس، ودرس بالمدرسة الكهارية (١) والقطبية (٢)، وحج ودخل اليمن، وقدم دمشق متوليا نظر ديوان الأمير حسام الدين طرنطاى الخزندار المنصورى، ودرس بالظاهرية (٣)، والقيمرية (٤)، ولما تولى علم الدين الشجاعى نيابة السلطنة بدمشق باشر عنده مدة يسيرة، ثم أنه طلب منه دستورا للسفر إلى مصر خوفا منه، فأذن له فسافر، وأقام بالقاهرة إلى أن مات فى ربيع الآخر منها.

وله نظم حسن، فمن ذلك قوله:

إن أومض البرق فى ليل بذى سلم … فإنه ثغر سلمى لاح فى الظلم

وإن سرت نسمة فى الكون عابقة … فانها نسمة من ربّة الخيم

تنام عين التى اهوى وما علمت … بأن عينىّ طول الليل لم تنم

إذا هدى الليل يطوينى وينشرنى … شوق أبيت به فى غاية الألم


(١) المدرسة الكهارية بالقاهرة: أنشأها الملك السعيد محمد بركة بن الملك الظاهر بيبرس سنة ٦٧٧ هـ‍/ ١٢٧٨ م، وعرفت بالكهارية نسبة إلى الدرب الذى أنشئت فيه وهو درب الكهارية بجوار حارة الجودربة - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٤١.
(٢) المدرسة القطبية بالقاهرة: فى خط سويقة الصاحب داخل درب الحريرى، أنشأها الأمير قطب الدين خسرو بن بلبل بن شجاع الهذبانى - من أمراء صلاح الدين الأيوبى - وذلك سنة ٥٧٥ هـ‍ / ١١٧٤ م، وجعلها وقفا على الفقهاء الشافعية - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٣٦٥.
(٣) هى المدرسة الظاهرية الجوانية بدمشق: أنشأها الملك الظاهر بيبرس لتكون مدرسة للحنفية والشافعية ودارا للحديث - الدارس ج‍ ١ ص ٣٤٨، ص ٣٥٢، خطط الشام ج‍ ٦ ص ٨٢.
(٤) المدرسة القيمرية بدمشق: أنشأها الأمير ناصر الدين حسين بن على القيمرى المتوفى سنة ٦٦٥ هـ‍/ ١٢٦٦ م - الدارس ج‍ ١ ص ٤٤١، ص ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>