للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفى عشية الإثنين السادس والعشرين من شعبان منها بدمشق، ودفن بقاسيون، ومولده سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمرسية (١)، وكان والده متوليها نيابة عن أخيه أمير المؤمنين المتوكل على الله محمد بن يوسف بن هود صاحب الأندلس (٢).

وكان يلبس الصوف، وعلى رأسه قبع صوف عسلى، وترك بلاده وهاجر إلى دمشق، وأقام بالخانقاه الشميصاتية وبالأندلسية وبخانقاة الطاحون.

وقال الذهبى: كان ابن هود قد حصل له زهد وفراغ عن الدنيا وسكرة عن ذاته، وغفلة عن نفسه، فسافر وترك الحشمة، وصحب ابن سبعين واشتغل عليه بعلوم الأوائل، وحج وقدم اليمن، ثم رحل إلى الشام، وكان فيه انقباض عن الناس، حمل مرة إلى والى البلد وهو سكران، أخذوه من حارة اليهود خبثا منهما ليقصوا منه بذلك، وكان أسلم على يده جماعة، وكان يمشى فى الجامع باهت الطرف، ذاهل العقل، وهو رافع أصبعه السبابة كالمتشهد.

ومن شعره:

فؤادى من محبوب قلبى لا يخلو … وسرّى على فكرى محاسنه يجلو

ألا يا حبيب القلب يا من بذكره … على ظاهرى من باطنى شاهد عدل

تجليت لى منى علىّ فأصبحت … صفاتى تنادى: ما لمحبوبنا مثل


(١) مرسية: مدينة فى شرق الأندلس، بنيت أيام الأمويين بالأندلس، اختطها عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام - معجم البلدان، تقويم البلدان ص ١٧٨.
(٢) تولى حكم مرسية فى الفترة من ٦٢١ - ٦٣٥ هـ‍/ ١٢٢٤ - ١٢٣٧ م - معجم الأسرات الحاكمة ج‍ ١ ص ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>