للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزالت مضراتهم، وتمهدت تلك الأعمال تمهيدا واضحا، وعاد من سلم من مفسدى العرب فقيرا صالحا، وحمل أكثرهم السواك والسبحة (١)، عوضا عن حمل الرماح والأسلحة، وكان الذى أخذ من موجودهم وسيق من خيولهم خمسة آلاف (٢) فرس، وعشرون ألف جمل، ومائة ألف رأس غنم (٣)، سوى الأبقار والأتن والأغنام (٤)، وتركوهم على الديار، وعادوا فى أواخر شعبان (٥) وقد فرغوا من أمر العربان وتمهيد البلدان، فخلع عليهم السلطان (٦).

وقال صاحب النزهة: وفيها كثر فساد العرب بالوجه القبلى، وقطعوا الطريق، وأوغلوا إلى أن كانوا يدخلون مدينة أسيوط ومنفلوط ويقتسمون تجارها، ويأخذون من كل واحد مبلغا على زى الجالية (٧)، وتسمى كل واحد منهم باسم أمير من أمراء البرجية، وأمروا من بينهم كبيرين، فسموا أحدهما بيبرس والآخر سلار، ومنعوا حقوق الجند والأمراء من المغل، وكانوا يهجمون على السجون ويخرجون منها المفسدين.


(١) «والمسبحة» - فى زبدة الفكرة.
(٢) «ألف» فى زبدة الفكرة.
(٣) «ثمانين ألف رأس ما بين ضأن وما عز، ونحو أربعة آلاف فرس، واثنين وثلاثين ألف جمل، وثمانية آلاف رأس من البقر» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٩٢٢.
(٤) «والأغيار» - فى زبدة الفكرة.
(٥) «فى سادس عشر رجب» - السلوك ج‍ ١ ص ٩٢٢، النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٥٣.
(٦) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٣١ أ - ٢٣٢ أ.
(٧) الجالية: يقصد بها الجزية - محيط المحيط، وهى الجزية المقررة على أهل الذمة فى كل سنة - صبح الأعشى ج‍ ٣ ص ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>