آووا إلى جيل لو كان يعصمهم … من موج فوح المنايا حين يختطف
دارت عليهم من الشجعان دائرة … فما نجا سالم منهم وقد زحفوا
ونكّسوا منهم الأعلام فانهزموا … ونكوصهم على الأعقاب فانتصفوا
ففى جماجمهم بيض الطلا زبروا … وفى كلاكلهم سمر القنا قصفوا
فروّا من السيف ملعونين حيث سروا … وقتّلوا فى البرارى حيث ما ثقفوا
فما استقام لهم فى أعوج بهج … ولا أجارهم من مانع كثف
ومّلت الأرض قتلاهم بما قذفت … منهم وقد ضاق منها المهمه القذف
والطير والوحش قد عافت لح … ومهم ففى مراح الضوارى منهم قذف
[٣٠٨]
ردوا (١) … فكل طريق نحو أرضهم
يدل جاهلها الأشلاء والجيف
وأدبروا فتولى قطع دابرهم … والحمد لله قوم للوغى ألفوا
ساقوهم فسقوا شط الفراة … وما وطمهم بعباب السيف فانحرفوا
وأصبحوا بعد لا عين ولا إثر … غير القلاع عليها منهم شعف
يا برق بلغ إلى غازان قصتهم … وصف فقصتهم من فوق ما تصف
بشّر بهلكهم ملك العراق لكى … يعطيك حلوانها حلوان والنجف
وإن يسل عنهم قل تركتهم … كالنحل صرعى فلا تمر ولا سعف
ما أنت كفؤ عروس الشام مخطبها … جهلا وأنت إليها الهائم الدنف
قد مات قبلك آباء بحسرتها … وكلهم مغرم مغرس بها كلف
إنّ الذى فى جحيم النار مسكنه … لا يستباح له الجنان والغرف
(١) «فروا» فى درة الأسلاك ص ١٥٩.