للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ بالفتوى عرضها على الناس، فكل من أخذها لم يحسن قراءتها لكون حروفها مخبطة ولم يظهر منها شئ ولا حرف واحد. فأخذها فكتب عليها بما يجوز.

وروى عنه الشيخ فتح الدين بن سيد الناس شيئا كثيرا من لطافته وكرمه واحتمال نفسه، ومن أشعاره الرائقة، ومن ذلك قوله:

أفكّر فى حالى وقرب منيّتى … وسيرى حثيثا فى مصيرى إلى القبر

فينشئ لى فكرى سحائب للأسى … تسحّ هموما دونها وابل القطر

إلى الله أشكو من وجودى فإننى … تعبت به مذ كنت فى مبدء العمر

تروح وتغدو للمنايا فجائع … تكدّره والموت خاتمة الأمر

وله:

سحاب فكرى لا يزال هاميا … وليل همّى لا أراه راحلا

قد أتعبتنى فكرتى وهمّتى (١) … فليتنى كنت مهينا جاهلا (٢)

وقال الشيخ شمس الدين محمد بن نباتة، أنشدنى الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد لنفسه:

أتعبت نفسك بين ذلّة كادح … طلب الحياة وبين حرص مؤمل

وأضعت عمرك لا خلاعة ما جن … حصلت فيه ولا وقار مبجّل

وتركت حظ النفس فى الدنيا … وفى الأخرى ورحت عن الجميع بمعزل


(١) «همتى وفطنتى» فى النجوم الزاهرة، الوافى.
(٢) انظر النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>