للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللشافعية الشيخ الفاضل صدر الدين محمد (١) بن المرحل المعروف بابن الوكيل، ونقل الملك الناصر والدته من التربة المجاورة لمشهد السيّدة نفيسة إلى قبة المدرسة المذكورة، ودفنت بها، وعيّن لها أوقافا جارية (٢).

وفى النزهة: وكانت هذه المدرسة دارا تعرف بدار الأمير سيف الدين بلبان الرشيدى. ولما تسلطن الأمير زين الدين كتبغا وتلقب بالملك العادل اختار أن يجعل له مدرسة ومكانا يدفن فيه، فسعى له جماعة ودلّوه على هذا المكان لأنه مجاور لمدرسة (٣) السلطان قلاون أستاذه، وفى وسط المدارس، ففرح بذلك واشتراه من ورثته، وشرع فى عمارته، وجلب إليه سائر الصناع، وعمل لها بابا عجيبا، وهو رخام أبيض قطعة واحدة، وكذلك واجهة الباب وأعتابه (٤)، وأصل ذلك أن الملك الأشرف خليل بن قلاون لما أخذ حصن عكا (٥) وجد فيها بناء عظيما من أيام السنين من العمائر العجيبة جدا (٦)، وكان هذا الباب فى هذا البناء، وكان الأشرف قد رتب علم الدين الدوادار الصالحى على تخريب سور عكا وسور


(١) هو: محمد بن عمر بن مكى بن عبد الصمد، صدر الدين بن المرحل، ويعرف أيضا بابن الوكيل، المتوفى سنة ٧١٦ هـ‍/ ١٣١٦ م - المنهل الصافى.
(٢) انظر المواعظ والأعتبار ج‍ ٢ ص ٣٨٢.
(٣) «المدرسة» فى الأصل.
(٤) عتب الباب: هو الحجر الذى يعلو الباب أو الذى يوطأ - المصطلحات المعمارية فى الوثائق المملوكية ص ٨٠.
(٥) فى سابع عشر جمادى الأولى سنة ٦٩٠ هـ‍ - انظر ما سبق بالجزء الثالث من هذا الكتاب ص ٥٨ وما بعدها.
(٦) «أقام الأمير علم الدين سنجر الشجاعى لهدم أسوارها وتخريب كنائسها فوجد هذه البوابة على باب كنيسة من كنائس عكا، وهى من رخام قواعدها وأعضادها وعمدها كل ذلك متصل بعضه ببعض، مخمل الجميع إلى القاهرة» - المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٣٨٢، وانظر ما سبق بالجزء الثالث من هذا الكتاب ص ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>