للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد عمر المذكور فى قرية يقال لها الشركوين غربىّ بصرى، بينها وبين أذرعات، فى حدود سنة أربعين وستمائة، واشتغل بالعلم عند أخواله بنى عقبة ببصرى، فقرأ البداية (١) فى مذهب أبى حنيفة، وجمل الزجاجى، وعنى بالنحو والعربية واللغة، وحفظ أشعار العرب حتى كان يقول الشعر الجيد الرائق الفائق فى المديح والمراثى، وقليل من الهجاء، ونزل بمدارس بصرى، وأمّ بمبرك الناقة شمالى البلد، ثم انتقل إلى خطابة القرية شرقى بصرى، وتمذهب للشافعى، وأخذ عن النورى وعز الدين الفزازى، فأقام نحوا من ثنتى عشرة سنة، ثم تحول إلى خطابة مجيدل القرية التى منها والدة الشيخ عماد الدين إسماعيل ولده، فأقام بها مدة طويلة، وقد ولد له عدّة أولاد من والدة الشيخ عماد الدين ومن أخرى قبلها، فأكبرهم إسماعيل، ثم يونس، وإدريس، ومن والدة الشيخ عماد الدين عبد الوهاب، وعبد العزيز، ومحمد، وأخوات عدّة.

قال ابن كثير فى تاريخه: ثم أنا أصغرهم وسمّيت باسم الأخ إسماعيل لأنه كان قد [قدم دمشق ف‍ (٢)] ‍ااشتغل بالعلم، وسقط من سطح الشامية البرانية، فمات بعد أيام، ووجد عليه والده وجدا كثيرا، ورثاه بأبيات، قال: فلما ولدت أنا له بعده سمانى باسمه، فأكبر أولاده إسماعيل وأصغرهم إسماعيل. ثم قال: وكانت وفاة الوالد فى جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة بقرية مجيدل، ودفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتونة، وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث أو نحوها، لا أدركه إلا كالحلم، ثم تحولنا بعده فى سنة سبع وسبعمائة إلى دمشق صحبة الأخ


(١) هكذا بالأصل، وفى البداية والنهاية، ولعلها «الهداية».
(٢) [] إضافة للتوضيح من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>