ومن معه، وكان يعتقد أنهم أحياء. فقال له خربندا: افعل بما تريد، فركب الشيخ براق وسار طالبا كيلان.
وأما خربندا فإنه انقطع عن الركوب سبعة أيام، فلما رأت المغل ذلك خافوا أن يطمع أعداؤه فى الملك. فقالوا لجوبان نائب أبى سعيد: هذه التى فعلها الملك ما هى عادة الملوك فإنه قوى يورى الناس الضعف، وهذا نقص فى حقه.
فقال لهم جوبان: اليوم أركب إليه وأتحدث معه فى هذا الأمر. فقام وركب، وجاء إلى باب خربندا وطلب العبور، فمنعوه، ثم قال لبعض الخدام: اعبر وقل للملك إن جوبان على الباب يريد أن يتحدث مع الملك من باب النصيحة، فدخل الخادم واستأذن له، فأذن؛ فدخل جوبان وقبّل الأرض ودعا له. فقال له خربندا: ما معك من النصيحة؟ فقال له: أيد الله الملك، الملوك يورون (١) الناس القوة عند الضعف لأجل حرمة المملكة، وأنت تورى الضعف عند القوة، فلا تحمل هذا الهم على قلبك، فرجا لك أجواد، وليوثك أفراد، وسيوفك حداد، ويخشى أن يسمع الملك الناصر صاحب مصر فيطمع فيك وفى مملكتك. فقال له:
يا جوبان كيف لا أحمل الهم وقطلوشاه وسبعون أميرا فى الأسر وأكثر عسكرى قد فنى. فقال يا مولانا: أمّا أمر الأجناد هين، فإن المغل لو باتت عند نسائها ليلة واحدة لجابت النساء أكثر من ذلك، ولم يزل عليه جوبان حتى أمر بشد الخيل للصيد، فركب وركبت معه الأمراء وسار يطلب الصيد.
وأما الشيخ براق فإنه وصل إلى دربند كيلان، فمسكه اللكزية الذين يحفظون الدربند، وأتوا به الى دوباج، فلما مثل بين يديه سلم عليه، فقال له دوباج: