للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسكره وقتل قطلوشاه نائبه (١).

قلت: قد ذكرنا فيما مضى قضية قطلوشاه وكيف قتل (٢)، ولما جاء الخبر بذلك إلى خربندا اغتم غما شديدا وأمر بأن ينادى فى عسكره بأن البيكار ثلاث سنين إلى كيلان، إما تفنى المغل أو [٣٨١] تموت كيلان، ثم إنه فتح الخزائن، ونفق الأموال، وأمر أن من قتل له أخ أو قريب فليتزوج بامرأته، وإن كان ما له أخ ولا قريب فليتزوجها أكبر غلمانه، وأخذت العساكر الأموال، وأخذوا فى إصلاح أحوالهم.

وقد كانت جماعة من ملوك كيلان قد هربوا وجاءوا إلى قطلوشاه، لما سار قطلوشاه إلى بلادهم، وكان قطلوشاه قد أرسلهم إلى خربندا، فلما جرى للمغل ما جرى من الإنكسار والهزيمة، وقتل قطلوشاه، ندم هؤلاء على مجيئهم، واجتمعوا عند كبيرهم نوبر شاه، وقالوا له: أخطأنا فى مجيئنا إلى ههنا، وتركنا أموالنا وأولادنا، وجرى علينا ما جرى، وما بقينا نقدر على الرواح إلى كيلان، ولا نأمن على أنفسنا من المغل، [فقال لهم: (٣)] والله يا قوم ما ظننت أصلا أن أهل كيلان تكبس التتار، ولكن النصر بيد الله تعالى ينزله على من يشاء من عباده، فما بقى إلا أننا نستغفل خربندا ونهرب طالبين بلادنا. فقالوا: ما يكون عذرنا عن جوان شير - وكان أكبر ملوكهم - وعند أصحابه إذا لا مونا على خطئنا. فقال: نقول لهم: كان رواحنا


(١) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٣ ب.
(٢) انظر ما سبق ص ٣٨٥ وما بعدها.
(٣) [] إضافة تتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>